الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٣:١٢ م-٢٤ مارس-٢٠٢٥       21780

بقلم- باي يوي إعلامي صيني

في السنوات الأخيرة، وتحت إرشادات الدبلوماسية الرئاسية والتبادل رفيع المستوى، تعمق التكامل بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية و"رؤية السعودية 2030"، مما أدى إلى تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتحقيق نتائج مثمرة في التعاون العملي، وتكثيف التبادل بين الأفراد، وقد تجاوز حجم التبادل التجاري الثنائي حاجز 100 مليار دولار أمريكي سنويًا لعدة سنوات متتالية، وتضع  الصين  دائمًا تطوير العلاقات مع السعودية في موقع بارز ضمن استراتيجيتها الدبلوماسية، ولا سيما في سياستها تجاه الشرق الأوسط، كما تعرب  الصين  عن استعدادها لمواصلة الدعم المتبادل مع السعودية وتعزيز الشراكة بينهما، واعتبار تنمية كل طرف فرصة مهمة للآخر، من أجل تحقيق مزيد من التطور في العلاقات الصينية السعودية، وتعزيز رفاهية شعبي البلدين.

تشارك الشركات الصينية بفعالية في تنفيذ المشاريع الكبرى في السعودية، بما في ذلك البنية التحتية ومشاريع تحسين جودة الحياة، مما يسهم في التحول الاقتصادي والاجتماعي للمملكة وتحقيق "رؤية 2030"، وتعد السعودية واحدة من أهم أسواق المشاريع الهندسية التي تنفذها الشركات الصينية في منطقة الشرق الأوسط، وخلال السنوات الأخيرة، أنجزت الشركات الصينية في المملكة العديد من مشاريع البنية التحتية، مثل مشروعات الاتصالات، ومعالجة مياه الصرف الصحي، والموانئ والنقل، بالإضافة إلى مشاريع المرافق العامة مثل الملاعب والإسكان الميسر، فضلًا عن مشاريع الطاقة الجديدة مثل محطات الطاقة الشمسية وأنظمة تخزين الطاقة، ومشاريع الصناعات التحويلية كالبترول والبتروكيماويات والتعدين، وتتميز المشاريع الكبرى التي تنفذها الشركات الصينية في السعودية بالإلتزام بالمواعيد، والمعايير العالية، والجودة الممتازة، والاستدامة، والفوائد الكبيرة للمجتمع، ما جعلها تحظى بتقدير واسع من مختلف الأوساط في المملكة، وأصبحت العديد من المشاريع رمز للتعاون العملي بين  الصين  والسعودية.

صرّح أمين حسن الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية، مؤخرًا بأن  الصين  ليست فقط سوقًا رئيسيًا لصادرات أرامكو من النفط الخام، بل هي أيضًا شريك استراتيجي مهم في مجال البتروكيماويات المسال. 

وقال الناصر: "لقد شهدنا وصول قطاع التكرير والبتروكيماويات، لا سيما قطاع البتروكيماويات المسال في الصين، إلى مستوى ريادي عالمي، ما يوفر فرصًا مهمة للتعاون مع أرامكو".

وفيما يخص خطط الاستثمار، أوضح الناصر أن أرامكو تمضي قدمًا في تنفيذ سلسلة من الاستثمارات الكبرى في الصين، حيث تسير المشروعات ذات الصلة بسلاسة، كما تعمل الشركة على تعزيز تعاونها الاستراتيجي مع شركات صينية مثل سينوبك، لاستكشاف مزيد من فرص الاستثمار المشترك.

وتواصل الشركات الصينية توسيع استثماراتها في السعودية، ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء السعودية، بلغ إجمالي رصيد الاستثمار المباشر للشركات الصينية في المملكة 2.481 مليار دولار أمريكي حتى عام 2023، وحتى الآن، أنشأت 35 شركة صينية مقراتها الإقليمية في السعودية، بينما يتجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في المملكة 300 شركة، تغطي أنشطتها مجالات مثل المقاولات الهندسية، والتجارة والخدمات اللوجستية، والتجارة الإلكترونية، والاتصالات، والخدمات الطبية الحيوية، والاستثمار الصناعي، وتطوير المناطق الاقتصادية، كما بدأت هذه الشركات في التوسع تدريجيًا نحو مجالات جديدة تشمل الخدمات المالية، والاستشارات، والتعاون التكنولوجي، وتجارة التجزئة، مما يعكس تحولًا من نموذج "الاعتماد على الطاقة" إلى "الابتكار كمحرك رئيسي للنمو".

في فبراير من هذا العام، عُقد منتدى تطوير الرقمنة لشركة تشاينا موبايل إنترناشونال في العاصمة السعودية الرياض، تحت شعار "المملكة الذكية، المستقبل الرقمي"، حيث ناقش المشاركون من الشركاء الإقليميين فرص التحول الرقمي في السعودية، وقد تم إنزال الكابل البحري 2Africa، الذي ساهمت الشركة في بنائه بالمملكة، ويُعد هذا الكابل واحدًا من أكبر مشاريع الكابلات البحرية العابرة للقارات في العالم حتى الآن، إذ يربط بين مراكز تدفق البيانات في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا، مما يتيح اتصالًا دوليًا عالي الكفاءة، ويعزز من الترابط الإقليمي.

تتمتع  الصين  والسعودية بتكامل صناعي قوي، وقاعدة تعاون راسخة، واستراتيجيات تنموية متوافقة، ويصادف هذا العام الذكرى الـ 35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو ما يشكل فرصة وانطلاقة جديدة لتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة، وتحسين آليات التعاون، وتوسيع مجالات الشراكة بين الجانبين، مما يمهد لآفاق تعاون أكثر ازدهارًا في مختلف القطاعات.