

بقلم: د. بدر الحسين
في خضمِّ ما يحدث في سوريا من تحديات ومحاولات يائسة من قبل بعض مكوِّنات الطيف السوري لزعزعة الوحدة الوطنية، والانفصال بالاستقواء بالخارج، تبذل الحكومة السورية بحكمة ووعي قصارى جهدها لاحتواء الموقف حفاظا على وحدة سوريا واستقرارها،والمضيِّ قدُما نحو التنمية المنشودة التي تعود بالنفع المستدام على الشعب السوري كافة.
وما بين هذا وذاك، وبموقف تاريخي مشرِّف وأصالة معهودة يوجِّه ولي العهد السعودي سمو الأمير محمدبن سلمان لعقد منتدى استثمار سعودي سوري فيالعاصمة السورية دمشق بمشاركة واسعة منالقطاعين العام والخاص لحشد الاستثمارات لسوريا.
وعمَلا بهذا التوجيه، تُعلن السفارة السعودية عن إتاحة تراخيص السفر لرجال الأعمال والمستثمرين السعوديين لاستكشاف الفرص الاستثمارية في سوريا.
وفي صبيحة يوم الأربعاء 23 يوليو 2025 وصل وفدٌ سعودي مكوَّن من (130) رجل أعمال ومستثمر إلى دمشق ويرأسهم معالي وزير الاستثمار خالد بن عبدالعزيز الفالح، وكان في استقبالهم معالي وزير الاقتصاد السوري محمد نضال الشعار، ومعالي وزير الطاقة محمد البشير في أجواء غامرة بمشاعر البهجةوروح المحبَّة التي تعزز أواصر الأخوَّة والصداقة بين البلدين الشقيقين.
وتم عقد المنتدى في دمشق بهدف استكشاف فرصالتعاون المشترك بين البلدين، وبحث إمكانيات توقيعاتفاقيات استراتيجية تسهم في دعم التنمية المستدامةوتعزيز المصالح الاقتصادية المتبادلة بين الرياضودمشق، في إطار تعزيز العلاقات وترسيخها وتوطيد التعاون المثمر بين البلدين على جميع المسارات.
أسفر المنتدى عن تدشين أول مصنع للإسمنت الأبيض في ريف دمشق باستثمارات تبلغ (100) مليون ريال.ويهدف هذا المشروع إلى توسيع القاعدة الإنتاجية لقطاع الإسمنت في سوريا في ضوء دعم مرحلة الإعمار الواسعة التي ستشهدها سوريا قريبا بإذن الله.
وفي ذات السياق، فقد دشَّن معالي وزير الاستثمار السعودي ومعالي وزير الاقتصاد السوري مشروع برج الجوهرة في دمشق، ويتألف من (32) طابقا، بتكلفة تتجاوز (375) مليون ريال سعودي. وبحسب ما صرَّح معالي وزير الاستثمار السعودي أنّ برج الجوهرة سيكون أيقونة معمارية وسياحية، وهو مشروع عقاري متكامل سيحوي كافة الخدمات الحديثة؛ ليكون مجمَّعا متكاملا للأعمال والضيافة والتجزئة في وجهة واحدة، وسط العاصمة دمشق.
وليس ذلك فحسب، بل استقبل الرئيس السوري أحمدالشرع وفداً سعودياً من رجال الأعمال برئاسة محمدأبو نيان، رئيس مجلس إدارة شركة أكوا باور،وسليمان المهيدب، رئيس مجلس إدارة مجموعةالمهيدب، في إطار الجهود المشتركة لتعزيز العلاقاتالثنائية بين البلدين.
وناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون الاقتصاديوالاستثماري بين البلدين، وبحَثا آفاق وسبل تطويرالشراكات الثنائية في عدة مجالات، بما يخدم المصالحالمشتركة ويدعم جهود التنمية في المرحلة المقبلة.
ويتوالى الدعم الاقتصادي السخيِّ لسوريا من قبل حكومة المملكة استكمالا لمواقفها العظيمة والراسخة التي تمثَّلت في جهودها الدبلوماسية الناجحة التي أسفرت عن رفع العقوبات عن سوريا، وكل ذلك يأتي ذلك في ضوء رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله نحو شرق أوسط مزدهر.
شكرا من قلب كل سوري إلى المملكة العربية السعودية العظمى حكومة وشعبا، شكرا لمملكة الإنسانية على مواقفها النبيلة والأصيلة ودعمها اللامحدود الرامي لاستقرار سوريا والحرص على وحدة أراضيها ونهضتها والأخذ بيدها لتعود إلى مكانتها المرموقة،وتؤدي دورها المحوري الواعد في المنطقة.
د. بدر الحسين
@badrhussain1969
24 يوليو 2025

