الكاتب : النهار
التاريخ: ٠١:٣١ م-١٠ أغسطس-٢٠٢٥       10395

 بقلم : فيصل احمد العسيري 

في الوقت الذي تواجه صناعة الخيل المحلية السعودية تحديات جديدة على أرض الواقع، ومع ما تحمله من آثار سلبية واضحة لجميع المهتمين بشكل وآخر، محصلته في نهاية الأمر انخفاض أعداد مواليد الأمهار السنوي، بدأنا نلحظ بعض مؤشراته خلال الفترات الماضية القريبة بخروج بعض مربي ومنتجي الخيل من الفئة المتوسطة وأقل من السوق، والتراجع في الأسعار، وتحويل الكثير من الأفراس إلى حاضنات لأنشطة إنتاج أخرى، وهذا بلا شك خلق للبقية حالة الخوف من مواجهة الاحتكار وسطوته، والتفكير في البحث عن طرق للهروب من أدواته الخطيرة (الاستحواذ والسيطرة والتحكم) المهددة لطموحاتهم وبقائهم في معترك صناعة الخيل المحلية، التي مرت عبر مراحل كثيرة من بدايتها الحقيقة منذ اكتمال تسجيل الإنتاج المحلي السعودي في سجل أنساب الخيل الدولي "الوذربيز" في منتصف التسعينات الميلادية وحتى هذا اليوم.

هذه المشكلة أضحت مشكلة حقيقة على المستوى العالمي، حيث أعلنت بريطانيا "الأعرق" في عالم صناعة الخيل المهجنة في وقت سابق عن ضخ أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني في جوائز السباق، في محاولة منها لعكس الاتجاه المقلق لانخفاض أعداد خيول السباق، حيث يؤكد كولن برايس المالك للمزرعة الشهيرة لوندري كوتيدج المنتجة للفحل النوعي "ووتن باسيت" في تصريح لصحيفة "ريسينق بوست" عن خطورة تناقص أعداد المواليد للأمهار في بريطانيا، سيجعل معظم المربين الصغار وحتى المتوسطين على وشك الاندثار، وهو رأيا يتفق معه إد بلاير مالك مزرعة واتون مانور مشيرا إلى أنه سيناريو سيدفع فيه أيضا الأثرياء التقليديون إلى حافة الهاوية؛ بسبب اقتصاديات هذه الرياضة في بريطانيا، وكذلك فليب نيوتن رئيس جمعية مربي الخيول المهجنة الأصيلة وتحذيره من تأثير ذلك على حجم برنامج السباقات والجوائز ومزادات الخيول، جراء توقع انخفاض محصول الخيول البريطانية من الأمهار بنسبة كبيرة تصل إلى 25% بين عامي 2022 و2026، إلى جانب ما ذكره نيك سميث مدير السباقات والشؤون العامة في أسكوت حول قلة الخيول المسجلة في السباقات الكلاسيكية يعد مؤشرا على تضخم برنامج السباقات وانخفاض أعداد الخيول.

وفي أمريكا المتصدرة للعالم من حيث إعداد المواليد للأمهار المهجنة شن رجل الأعمال ومالك الخيل مايك ريبول عبر حسابه على منصة إكس هجومًا شرسًا على نادي الجوكي كلوب الأمريكي، عقب مزاد "فاسيق تيبتون ساراتوقا" الأخير الذي حطم الأرقام القياسية بزيادة نسبة المبيعات إلى 23% لكثرة الطلب أمام قلة المعروض، متهما رواد الصناعة بالجشع وتدمير الأسواق المتوسطة والدنيا لهذه الرياضة، بعد انخفاض عدد الأمهار من 50 ألف مهر إلى أقل من 20 ألف، واصفا نفسه بالمشتري "الأحمق" الذي لم يتفاجأ بالأرقام المرتفعة، ومعتبرا إياها دليلًا دقيقا على التضخم لا على الازدهار، نتيجة للعبة حصرية باهظة الثمن، يزداد فيها الأثرياء ثراء، وتموت فيها الأسواق المتوسطة والصغيرة.

أن الخوف من انخفاض مواليد الأمهار السعودية وما يؤدي إليه من نتائج مستقبلية، يُبرز الحاجة الماسة لمربي ومنتجي الخيل من الفئة المتوسطة وما دونها إلى البيئة المثالية والآمنة لعمليات الإنتاج والتربية، عبر حزمة من المبادرات والبرامج المتنوعة، منها على سبيل المثال إقامة مزارع أو مراكز وطنية تعنى بتربية وإنتاج الخيل؛ أو الشراكة مع القطاع الخاص للاستفادة من التجارب الناجحة، تحقيقا للاستثمار الأمثل للدعم الغير محدود الذي توليه قيادتنا الرشيدة "حفظها الله" لقطاع الفروسية من خلال جهود هيئة الفروسية، والمنطلقة من ارتباط الفروسية والخيل  بكافة مكونات المجتمع بدءاً من ملوكها الأوائل حتى المواطن البسيط، كإرث تاريخي للإنسان السعودي، وبما يحقق المصالح الرياضية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية المرجوة، كرسالة بارزة في نُبذتها على موقعها الإلكتروني.


ترنيمه ...

يقول سلطان السعد في وصف البطل"أروقيت"

قادم من الفجر

كقصائد الأجداد

كأحلامهم

كغيمة تلتهم الشمس.