الكاتب : النهار
التاريخ: ١٢:٤٠ ص-٢٤ يونيو-٢٠٢٤       23430

بقلم | نجاة القرشي

إن لمواقع التواصل الإجتماعي إيجابيات وسلبيات بالرغم من فوائدها المتعددة لفئات المجتمع بجميع مجالات المعرفة إلا أنها لاتخلو من السلبيات التي لا تتوافق مع قيم المجتمع ولاحتى مع ديننا الإسلامي خصوصآ لأصحاب الفكر الغير سليم ومدمنين التواصل الإلكتروني من الشباب والفتيات هداهم الله.
 وردهم إليه ردآ جميلآ  فالتواصل لغة كما أشار الفيومي بقوله : "وصلت الشيئ بغيره وصلاً به  والواصل ضد الهجرة وبينهما تواصل أي اتصال مستمر لاينقطع:

تعريف مواقع التواصل الإجتماعي: هي منظومة من الشبكات الإلكترونية التى تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به ومن ثم ربطه من خلال موقع اجتماعي مع أعضاء آخرين لديهم الإهتمامات نفسها يكون من خلالها التواصل بين الأفراد سواءآ داخل البلد او خارجه ويجتمع الشباب الذين تتلاقى اهتماماتهم من خلاله نحو موضوع معين .

ومن السلبيات التي لها اثر كبير في التربية : إنشغال الأب والأم بوسائل التواصل والجلوس فترة طويلة  مما يشغلهم عن التوجية والتربية لأبنائهم وفي المقابل يقتدون بما يرون فينشغلون عنهم بما شغلوا  به انفسهم ويقصرون مع والديهم في البر والطاعة وماإلى ذلك .
وإرتباط الأطفال بتلك الأجهزة فترة طويلة قد يؤدي إلى شعورهم بالملل من الزيارات العائليلة التي فيها صِلة رحم .
فيجدون في تلك الأجهزة مهرب في قضاء الوقت بالتواصل مع الصحبة المزيفه خلف الشاشات .
وبالتالي يبدأ الأقارب بشيء من القطيعة معهم وإن كانوا حاضرين بأجسامهم يقول الدكتور محمد بن عبدالعزيز الشريم الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود عن هذه الوسائل: "هذه الوسائل والتطبيقات تحمل نذر الخلافات لمن يسمح لها بالإستحواذ على حياته من جهة كونها تشغل الشخص عن شريك حياته وابنائه ولاسيما حينما يدمن عليها ويقضي فيها وقتآ طويلآ ينافس بها الوقت الذي ينبغي أن يقضيه الزوجان مع بعضهما مضيفآ انه قد يجد احد الزوجين في تلك الوسائل مهربآ من إمضاء الوقت مع الطرف الآخر بسبب وجود بعض المشكلات في التحاور وتبادل الرأي ، مما يوسع الهوة بينهما بدلآ من السعي للتقارب وإزالة اسباب الخلاف.
وبرغم تحذيراته السابقه من التعاطي مع وسائل التواصل ، دعا الشريم إلى الإنصاف في تقيم تجربة وسائل التواصل فقال ؛ "عندما يطرح موضوع المواقع الإجتماعية يرد في الذهن مباشرة المخاطر بينما النظرة المتوازنة تتطلب النظر إلى الإيجابيات والسلبيات معآ ليكون الحكم معتدلآ " .
ولكن بدون شك استخدام افراد الأسرة لتلك المواقع الإجتماعية قد أثر على تواصلهم الشخصي
 أعتمادآ على العلاقات التي صنعها العالم الإفتراضي  وجعلهم جزء آمنه، خاصة أن التفاعلات التواصلية مستمرة على مدار الأربع وعشرين ساعة يوميآ وفي جميع أيام السنة.

كما أوصى الدكتور عبدالناصر جبل رئيس قسم خدمة الفرد بكلية الخدمة الإجتماعية بجامعة حلوان : "بالتقليل من قضاء الأوقات في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي ، مشيرآ إلى أن الإفراط في استخدامها يؤدي إلى الشعور بعدم الإكتفاء الزوجي ؛ الأمر الذي قد يزيد وتيرة المشاكل ويرفع من احتمالات الطلاق ، نسأل الله الثبات والتوفيق" .
فيجب على اي مسلم عندما يدخل إلى تلك المواقع أن يستحضر في نيته أنه يدخل للفائدة يستفيد ويفيد من حوله والحصول على خبرات إيجابية نافعة له في حياته العلمية وليس لتضيع الوقت أو التحدث إلى الفتيات مثلما يقع كثير من الشباب والفتيات للأسف في هذا المحضور .
وعلى المسلم السوي ان يستعمل هذه المواقع التي سخرها الله - تعالى لنا في خصوصيات الغير ، واقتحام الحرية الشخصية لأي شخص .
وربما أن الإنشغال بالهواتف الذكية والتطبيقات نوع من العقوق والتكاسل عن صلة الأرحام ،فالتواصل والصلة التي كان الناس يهتمون بها ويحرصون عليهاو تراجعت كثيرآ بعد هذه الوسائل ؛ وربما الحضور المتواصل في وسائل التواصل قلل من الدافع النفسي للصلة المباشرة وهذا سينعكس بالطبع على العلاقات بين الأقارب والأرحام .
وقداستشعرت المجتمعات الغريبة برغم تفككها اصلآ خطورة تلك المواقع ،.فهذا " الدكتور فيل " الطبيب النفسي الإمريكي الشهير يؤكد في برنامجه أن خدمة الفيسبوك سلاح ذو حدين وأنه قد يدمر العلاقات الزوجية .
وخاطب جمهوره قائلآ : " إعملوا على إستعادة التواصل بين الأشخاص الحقيقين ".
عبارة تكتب بماء الذهب فعلآ التواصل الحقيقي الذي تريده بين الأهل والأرحام والجيران وكل من لك صلة بهم في التعرف على أخبارهم والسؤال عن أحوالهم وزيارتهم من الحين للآخر.

نصائح للتقليل من الإدمان على أجهزة التواصل :
١/ تحديد وقت معين للدخول والجلوس أمامهما بما يتناسب مع متطلبات الحياة .
٢/ الدخول على المواقع التي فيها فائدة وتعطيك مزيدآ من الثقافة والمعرفة والتقدم .
٣/ مساعدة أبنائنا في كيفية استخدامهم لوسائل التواصل  والتحدث معهم عن جودة المحتوى ليكونوا على علم ودراية بما يعرض فيها من إيجابيات وسلبيات ويحرصون على الإبتعاد عن سلبياتها.
٤/ عدم متابعة المشاهير بشكل عشوائي لأن فيها مضيعة للوقت بدون فائدة ؛ وهنا لابد من التوجيه الصحيح والسليم لهم .
٥/ الخروج معهم  لكيلا يشعرون بالملل الذي يدفعهم للدخول على تلك المواقع والإبحار فيها.
٦/ أخذ قسطآ من الراحة للإبتعاد عن تلك الأجهزة والإنترنت عمومآ لكي نستعيد شيئآ من ماضينا الجميل بجلسة عائلية ، مسابقات ثقافية وترفيهيةعمل اي أمر يكون له إيجابية على الفرد والأسرة ؛ وهذا ما نحتاج له إتجاه أنفسنا وابنائنا لكي لانفقد مانندم عليه .