

بقلم: أ. نور العتيبي - باحثة في مجلة التراث الثقافي غير المادي
تبدأ مراسم عيد الفطر المبارك في مكة منذ اعلان رؤية هلالة، فيستعد الناس لصلاة العيد والتي يسمونها (صلاة المشهد) في المسجد الحرام. وبعد اخراج زكاتهم ولبسهم الجديد من الثياب يتجهون مشيا الى الحرم او راكبين.
وبعد سماع الخطبة و الإنتهاء من الصلاة يستعد اهل مكة للإحتفال مع اهاليهم وجيرانهم بالعيد. فيذبحون الذبائح و يقدمون (الفطرة) وهي فطور يوم العيد والتي تتكون من السويق والتمر وخبز الملة و العصيدة و المرقوق. بالإضافة إلى القهوة السعودية والشاي.
كان الناس في الحي الواحد يعملون دور لمن يريد ان يذبح ثم يقسمون سكان الحي كل قسم يحظر غداء العيد في منزل احد الذين ذبحوا ذلك اليوم ويستمر الدور بعضهم يذبح (العيودة) وهي ذبيحة يوم العيد نهارا و البعض الآخر يذبحها مساءً ويجتمع عليها الأهل والأصحاب والجيران.
كان اهل مكة في يوم العيد يلعبون بعض الألعاب التنافسية لإدخال السرور عليهم و إحتفالا بعيد الفطر المبارك مثل؛
1.رز الشارة
والشارة هي الهدف وتكون اما بوضع حجر على بعد او لوح خشب غالبا يكون على سفح جبل او في مكان يبعد على الاقل عشرون مترا. وهي منافسة للرمي بالبنادق او المسدسات لإصابة الهدف.
2.السباق
وفيه يتسابق الأشخاص عدوا او يتسابقون على الابل
3.المطارحة
وفيها يتنافس شخصان من منهم يستطيع ان يطرح صاحبه أرضا.
اما في المساء فتقام الإحتفالات ويتم لعب المحاورة او المجرور او باقي الفنون الحجازية الأخرى كالرجز والزهم والمجالسي والتي تصور فرحة العيد و شكر الله على إتمام شهر الصيام.
عادة ما يأتي الضيوف افرادا وجماعات وهم ينشدون الحداء و يرد عليهم صاحب الوليمة بأبيات في جو حميمي يسوده الفرح و البهجة والسرور.
مازال اهل مكة المكرمة يحتفلون بنفس الطريقة حتى لو اكتظت مكة المكرمة بالمعتمرين و لكن
لكن الأهازيج و الفنون الشعبية مازالت حاضرة فالتعشير و المحاورة والمجرور تلعب في البيوت و الاستراحات في شكل جميل كما كان ابائهم واجدادهم يلعبونها في طرقات وميدان ام القرى.

