الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٧:٣٥ م-٠٣ يناير-٢٠٢٤       22495

بقلم - فهد قريان الهاجري

يعد اليوم العالمي لطريقة برايل، الموافق الرابع من يناير كل عام، مناسبة مهمة لتسليط الضوء على أهمية هذه الطريقة الفريدة التي أحدثت ثورة في حياة المكفوفين حول العالم. 

لويس برايل، الذي فقد بصره في الطفولة، لم يكتف بمصيره كمكفوف، بل طور نظاما يمكن الأشخاص مثله من القراءة والكتابة، مما يعد إنجازا يعتبر ملهما حتى يومنا هذا. 

 في المملكة العربية السعودية، يشهد التزام قوي بدعم المكفوفين، حيث يتجلى ذلك في اهتمامها بطباعة القرآن الكريم بطريقة برايل.

 يعد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، مثالا رائدا في هذا المجال، حيث يوفر نسخ القرآن مقسمة إلى ستة مجلدات ميسرة للمكفوفين، مما يعزز من قدرتهم على تلاوة الآيات الكريمة والتدبر في معانيها. التعليم هو حق أساسي للجميع، ومن هذا المنطلق، تُبذل جهود لطباعة المناهج الدراسية بطريقة برايل، مما يفتح آفاقا جديدة للطلاب المكفوفين في المملكة، ويوفر لهم الفرصة لمواكبة أقرانهم وتحقيق النجاح الأكاديمي. 

والأكثر من ذلك، يتم توزيع هذه المناهج مجانا، مما يعكس التزام المملكة بالتعليم الشامل والمنصف.

علاوة على ذلك، بدأت المطاعم والمقاهي بتقديم قوائم الطعام بطريقة برايل، مما يعطي المكفوفين استقلالية أكبر وتجربة طعام ممتعة ويسهل عليهم اختيار ما يرغبون في تناوله بأنفسهم. 

كما امتدت هذه المبادرة لتشمل القطاع الصحي، حيث بدأت بعض الشركات بطباعة معلومات الدواء بطريقة برايل على علب الأدوية، مما يسهم في تحقيق استقلالية الأفراد المكفوفين في إدارة صحتهم الشخصية.

يمثل الاحتفال باليوم العالمي لطريقة برايل، ليس فقط تقديرا للمبدع لويس برايل، بل هو أيضا تذكير بأن الإمكانات لا حدود لها عندما نوفر الأدوات اللازمة للتمكين. 

ومع كل خطوة نحو توسيع نطاق استخدام طريقة برايل، نحن نعمل على بناء مجتمع أكثر شمولية يقدر الجميع ويوفر لهم الفرص للمشاركة الكاملة في كل جوانب الحياة.