النهار السعودية

٠٧:٣٨ م-٢٣ سبتمبر-٢٠٢٣

الكاتب : النهار السعودية
التاريخ: ٠٧:٣٨ م-٢٣ سبتمبر-٢٠٢٣       26840

في ذِكرى الوِحدة.. مَنشأ مُسمى المملكة العربية السعودية 

حنين فرج العوفي 

*باحثة دكتوراة في التاريخ والحضارة

 

 

    انطلق الشاب عبدالعزيز بن عبدالرحمن يخوض غمار الحروب لاستعادة الحُكم السعودي وهو شاب لم يبلغ العشرين عاماً، وتحقق حُلم الأمير عبدالعزيز باستعادة الرياض عام 1319هـ/1902 ونوديَفي البلدة أن الحكم لله ثم لعبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وما كانت هذه إلا خطوته الأولى لمسيرة التوحيد، وبفضل من الله ثم بشجاعته وحنكته و رجاله، أخذت المناطق في شبة الجزيرة تسقُط له تِباعاً وسُميت دولته بـ(سلطنة نجد)، ثم بعدما ضمَ إمارة آل عائض في تهامة عسير في الجنوب وحائل في الشمال واتسعت رقعة دولته خارج نطاق نجد، أصبحت بلاده بمسمى (سلطنة نجد وملحقاتها) وحاكمها عبدالعزيز يُلقب بسلطان نجد وملحقاتها.

    استمر السلطان عبدالعزيز يكافح في استعادة المناطق الواحدة تلو الأخرى حتى استعاد الحجاز، ثم جازان والتي كانت آخر منطقة يضُمها إلى دولته الناشئة التي كانت تُسمى في ذلك الحين (مملكة الحجاز ونجد وملحقاها)، فاكتملت مرحلة التوحيد، واستتب الأمن وبدأ عصر التنظيمات والنهضة.

    في جمادى الأولى من عام 1351هـ/سبتمبر 1932م اجتمع عدد من المواطنين في مدينة الطائف للتشاور في تغيير اسم البلاد إلى مسمى يرمز للوِحدة والمِنعة، حيث رأوا أن مسمى (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) لا يعبر عن وحدة البلاد، و أنه لا يوجد سبب لانقسام الحجاز عن نجد، والحاكم واحد، والشعب واحد، والعقيدة واحدة، فلابد من وجود مسمى للدولة يرمز لوحدتها، كما رأوا ضرورة وضع نظام للحكم وتوارث العرش ليكون الأساس الثابت القوي لمسيرة هذه المملكة،و كانت تُعقد اجتماعات المواطنين في منزل الشيخ عبدالله الفضلبالطائف رحمه الله.

    ثم أخذ أعيان الطائف يرسلون البرقيات إلى مدن الحجاز لنشر الفكرة بين المواطنين، وزاد انتشار البرقيات في مناطق مختلفة من المملكة، لاقت الفكرة تأييداً كبيراً من الشعب، فتم رفع برقيات بهذا الطلب إلى الملك عبدالعزيز، الذي رأى مقصد شعبة الشريف ورغبتهم، فوافق رحمه الله على توحيد المملكة تحت مسمى (المملكة العربية السعودية) في جمادى الأولى من عام 1351/ سبتمبر 1932م.

    وبالفعل تم اصدار أمر ملكي رقم 2796 بتغيير مسمى البلاد ونُشر في صحيفة أم القرى في العدد 406 الصادر في 22 جمادى الأولى 1351/ 23 سبتمبر 1932م، وكان الأمر الملكي يتكون من ثمانية مواد، مادته الأولى بما هو نصه: " يحول اسم مملكة الحجاز النجدية وملحقاتها إلى اسم المملكة العربية السعودية ويصبح لقبنا بعد الآن ملك المملكة العربية السعودية"، وفي مادته الثامنة اعلان باختيار اليوم الأول من الميزان يوماً لتوحيد المملكة العربية السعودية، و ها نحن في الأول من الميزان كل عام نجدد ذكرى توحيد هذه البلاد على يد الملك المؤسس رحمه الله، وفي هذا العام تحل علينا الذكرى الثالثة والتسعون من عقود النهضة والازدهار والوِحدة.

5/3/1445هـ - 20 سبتمبر 2023م