الكاتب : اللواء ركن م -حسين محمد معلوي
التاريخ: ٢٣ سبتمبر-٢٠٢٣       39105

اليوم الوطني السعودي (٩٣ )

لقد تجول وزار كثير من السعوديين بقاع الارض مرورا ببلدان كثيره أما لغرض الدراسة أو للسياحة أو للتجارة او غير ذلك وعرفوا ماتعانيه شعوب كثيره في تلك البلدان من الفقر وفقدان الأمن و سوء الأحوال في اغلب المجالات لدرجةِ أن المواطن أو المقيم في تلك البلدان لا يأمن على حياته اذا خرج للشارع او دخل في شوارع ضيقه وأحياء شعبيه او سار في وقت متأخر في شوارع رئيسيه ، ولعلني استشهدُ على ذلك بالأوضاع الأمنيه في أمريكا اللاتينيه وبعض الدول الأفريقيه والأوربيه والاسيويه بل ان هناك شوارع واحياء معروفه في الولايات المتحدة الأمريكيه وأوروباً لا أحد يستطيع ان يدخلها لأنه سيقتل غالباً من عصابات المافيا  المسيطره على شوارع واحياء ومدن ومناطق معينه في تلك البلدان وغيرها ، ولإثبات ذلك نقول بأن بعض الحكومات والمجالس التشريعيه في امريكا اللاتينيه قد اعطت المواطنين حقاً قانونياً  لتكسير وقتل اعضاء عصابات المافيا بصدمهم  ( دعسهم ) في الشوارع بالسيارات لأنهم  يهاجمون المواطنين ويقتلونهم ثم يسلبونهم ، ولعلنا نذكر كذالك عملية قتل رئيس الوزارء في ايطالياً "الدو مورو" الذي اعدمته منظمة الألوية الحمراء في ( ٩ مايو ١٩٧٨ م ) والتي لها نشاطات مع عصابات المافيا الى اليوم بمسميات اخرى  اضافة الى نشاطها السياسي . كذلك قتلت عصابات المافيا الإيطاليه القاضي "روساريو ليفاتينو " عام (١٩٩٠ م )لأنه يلاحقها . اما في دول القارتين الأمريكيتين واسيا وافريقيا واوروبا فضحايا فقدان الأمن يعدون بمئآت الآلاف ان لم نقل بالملايين وبنسب متفاوته بين البلدان المعنيه وفي محيطنا الإقليمي يكفي ان نشير الى  سوء الأوضاع الأمنيه في العراق وسوريا ولبنان وليبيا والسودان واليمن وغيرها . اقف هنا وانتقل للجزيرة العربيه  قبل حكم الملك عبدالعزيز لأجد أن التاريخ قد سجل انه نتيجة لفقدان الأمن الكلي فإن عصابات الحنشل والتقاتل بين قبائل الجزيره والأخذ بالثارات كانت السمة الغالبة للأحوال في ذلك الزمان مما جعل الأمن مفقوداً بالكليه ، وعندما نقارن ماكان قبل انشاء الملك عبدالعزيز لدولته السعودية الثالثه بما هو حاصل الآن نجدُ بأن جهوده رحمه الله قد اعطت اكُلَها وثمارها بفضل الله ثم بجهود ابناءه الملوك وأولياء عهودهم الذين اتوا من بعده وساروا على نهج سياسته ومن ثمار جهود الزعيم المؤسس رحمه الله اننا نعيش في بلداً يُشَكِلُ بمساحته حجم قاره ، ينعم بالامن الشامل والاستقرار والرخاء ويشهدُ في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قفزات تاريخيه في مجال المكانة الدوليه والهيبه السياسيه و الأقتصاد والنواحي الأمنية والعسكرية والقدرات الذاتيه والإبتكارات في مختلف المجالات التي ترجمت في رؤية (٢٠٣٠ ) وما يوازيها وما بعدها من رؤى وخطط مستقبليه ، هذه الرؤيه التي خُطِط لها اقتصاديا بعنايه لكي تنقل بلادنا السعودية من موقعها الحالي المتقدم الى موقع أكثر تقدماً في مصاف دول العالم الأول . لقد لاحظنا في الماضي ان معاول الهدم الداخلية والخارجية والمخطط لها من دول واجهزة استخبارات معاديه قد فشلت في النيل من السعوديه قيادةً وحكومة وارضاً وشعباً رغم ان تفعيلها منذُ خمسينيات القرن الماضي والى يومنا هذا الذي نحتفل فيه بالعيد الوطني الثالث والتسعين للمملكة العربيه السعودية مما يستوجب علينا كسعوديون أن نقف صفا واحداً خلف قيادتنا الرشيده لنكون درعاً واقياً لوطننا وسلَّماً نرتقي جميعاً على درجاته لتحقيق الوصول الى قمم المجد والشموخ ، وهذا يتطلب منا أيضاً المحافظة تراثنا الحضاري الدي بشمل ديننا وقيمنا ومبادئنا كما انه يجب علينا ان نكون حذرين جداً من السموم التي تنفثها وسائل الأعلام المعاديه التي تشن حملات مستمره على بلادنا وتقلل من شأن سجلها التاريخي المشرف وتقلل من اصالة ابناء الشعب السعودي الذين هم احفاد الصحابه الذين فتحو مشارق الارض ومغاربها لنشر الاسلام وجعل كلمة الله هي العليا . ان تلك القوى المعاديه وابواقها الدعائية تتجاهل ان السعودية تحمل راية التوحيد وانها حامية الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله وأنها عمود الارتكاز للعالم العربي والعالم الأسلامي وهي التي ترفع راية الدفاع عن العقيده الاسلاميه الصحيحه ضد التيارات الليبرالية المتطرفه والعلمانية والشركيه الرافضيه والاخوانيه والتكفيريه ، وهذا الواجب فخراً  نفتخر به  كسعوديون قيادةً وحكومةً  وشعباً ، و انا لست في هذا المقال بحاجة الى تعداد الانجازات التي حققتها بلادنا السعوديه في كافة المجالات لأنها انجازات واضحة للعيان امام القاصي والداني والمحب والكاره وقد تكلم عنها واشار اليها المخلصون واصحاب التقييم الواقعي السليم في وسائل الإعلام المختلفه ولا ينكرها إلا من يريد لضعف عقله  وحقده أن يحجب الشمس بغربال . القيادة السعودية في هذه الفتره تقاتل على عدد من الجبهات وأولها لتحقيق نجاح رؤيتة (٢٠٣٠ ) لضمان رفاهية شعبها وتقدمه  ، وثانيتها جبهة تحقيق السلام في اليمن الذي لوثته الخيانة والعصابة الحوثيه الايرانيه ، وثالثتها جبهة لجم الطموح الإيراني بتصدير الثوره الخمينيه للبلاد العربيه  ورابعتها  المفاوضات مع واشنطن وأوروبا لتفعيل دورها في المنطقه كما يجب واعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعه ومنها اقامة الدولة الفلسطينيه التي عاصمتها القدس ، وهناك جبهة خامسه وهي لم شمل وتوحيد الصف للدول الخليجية والعربيه اما الجبهة السادسه فهي الاستمرار في مكافحة التطرف والإرهاب وهذا جزء اساسي من السياسة السعوديه منذُ زمن بعيد واضافة لهذه الجبهات هناك عدد من المشاريع الإقليمية الكثيره التي اعلنها سمو ولي العهد السعودي ومنها مسعاه لجعل العالم العربي اوروبا الجديده . نسأل الله ان يحفظ لهذا الوطن ولهذا الشعب السعودي قائده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وان يرد كيد الأعداء الحاقدين والحاسدين و المتآمرين في نحورهم ( عشت يا وطني ) .. وبالله التوفيق . 

            اللواء الركن / م 
     حسين محمد معلوي