الكاتب : النهار
التاريخ: ١٣ نوفمبر-٢٠٢٥       10230

بقلم - محمد الحقيب الغامدي

في عالمٍ تتقلب فيه الأحوال وتتعاقب فيه الأجيال بقي القرآن الكريم شامخا كالجبل نقيا كالماء مضيئا كالفجر لا يبلى على كثرة الترداد ولا يُعجز أهل البيان مهما أبدعوا في المنطق واللسان .

إنه المعجزة الخالدة التي تحدى بها ربُّ العزة العربَ والعجم  والفصحاءَ والبلغاء أن يأتوا بمثله أو بعشر سور بل بسورة واحدة فعجزوا وخرس البيان وسجد الحرف .
قال تعالى :
( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ )

القرآن ليس مجرد كتاب بل روحٌ تهب الحياة في القلوب ونورٌ يهدي الحائرين وشفاءٌ لما في الصدور .
قال تعالى :  ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾

وهو الكتاب الذي حفظه الله من التحريف فلا تزيده الأيام إلا رفعة ولا تقلل من بهائه العصور .
 فبين دفّتيه تنام علومُ الدنيا وتستيقظ رسائل السماء .
معجزته ليست في بلاغته فقط بل في أثره العجيب .
 فمن قرأه بقلب حاضر شعر أن الكون كلّه يصغي ، وأن الطمأنينة تسري في عروقه  وتتنزل عليه السكينة .

فيه من الحقائق العلمية ما أذهل العقول ومن الإشارات التربوية ما يربي النفوس ومن القوانين الاجتماعية ما يضمن للناس العدل والسلام .

ياسادة ...
القرآن لا يُقرأ للبركة فقط بل للتدبر وللعمل ولتغيير النفس من حسن إلى أحسن .
هو كتاب إصلاح وربيع قلب ووصية السماء لأهل الأرض .
فلنعد إليه، لا بعيونٍ عابرة بل بقلوب عاشقة .
ولنحمله لا بين أيدينا فقط بل في صدورنا وفي سلوكنا وأخلاقنا وفي مواقفنا .
فما زلتَ يا قرآنُ راحي ونشوتي ، وما دمتُ حيّاً دُمتَ نوراً لمهجتي فاللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك واحشرنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
اللهم ارزقنا تدبر آياته والعمل بأحكامه والتمسك به في حياتنا ومماتنا .