الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٢ نوفمبر-٢٠٢٥       3850

 بقلم- مبارك بن عوض الدوسري
شهد العالم أمس لحظة تاريخية استثنائية بافتتاح  المتحف المصري الكبير  عند أعتاب أهرامات الجيزة، في مشهد أسطوري جمع بين عبق الماضي وروعة الحاضر، وأعاد لمصر مكانتها كعاصمة للحضارة والدهشة الإنسانية؛ هذا الافتتاح الذي طال انتظاره لم يكن حدثاً محلياً فحسب، بل احتفاءً عالمياً يجسد تقدير البشرية لإرث مصر الذي يمتد لآلاف السنين.
إن  المتحف المصري الكبير  ليس مجرد صرح معماري ضخم، بل هو بوابة حضارية تُطل منها الإنسانية على أعظم ما أبدعته العقول والأنامل المصرية القديمة، حيث يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية نادرة تمثل محطات مشرقة من التاريخ الإنساني؛ من أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد، ما يجعل المتحف أعظم منصة للتاريخ الحي على وجه الأرض.
ويمثل افتتاح هذا المتحف نقلة نوعية في السياحة العالمية، إذ بات وجهة رئيسية لعشاق التاريخ والآثار من مختلف القارات، وهو ما سينعكس على الاقتصاد المصري بدعم قطاع السياحة، وخلق فرص استثمار جديدة، وتنشيط الصناعات المرتبطة بها من فنادق ونقل وخدمات؛ كما يسهم في ترسيخ موقع مصر كمركز ثقافي عالمي وواجهة متميزة للسياحة المستدامة التي توازن بين حفظ التراث والتنمية الاقتصادية.
إن افتتاح  المتحف المصري الكبير  حدث يفخر به كل عربي، لأنه لا يخص مصر وحدها، بل يمثل انتصاراً للهوية العربية والحضارة الإنسانية التي انطلقت من أرض الكنانة نحو العالم؛ ومن هنا أرفع التهاني للشعب المصري الشقيق وللقيادة المصرية الرشيدة على هذا الإنجاز الفريد، الذي يجمع بين عبقرية المصري القديم وإبداع المصري المعاصر، ويؤكد أن مصر كانت وستظل هدية الحضارة للعالم.