النهار
بقلم - منى يوسف الغامدي
تمثل مبادرة مدن التعلم التي أطلقتها منظمة اليونسكو إطاراً عالمياً يسعى إلى تعزيز التعلم مدى الحياة لجميع فئات المجتمع، وتكامل الأدوار بين المؤسسات التعليمية والمجتمعية والقطاعين العام والخاص، من أجل بناء مجتمعات أكثر وعياً واستدامة.
وستبقى المدينة المنورة منارةً علميةً وإشعاع حضارة ؛حيث تبرز كنموذج وطني متميز بقيادة سعادة المدير العام لإدارة التعليم الأستاذ ناصر العبد الكريم و بمعية منظومة عمل متكاملة؛ لتنضم منطقة المدينة المنورة لقائمة مدن التعلم المعتمدة ، وتسعى كافة فرق العمل اليوم لتؤكد على مكانة المدينة التاريخية والعلمية فمن هنا انطلقت الرسالة المحمدية وتم ترسيخ التعلم بوصفه أسلوب حياة ليواكب اليوم التحولات العالمية ومتطلبات رؤية 2030.
في رحلة الانطلاق نحو تحقيق الهدف لابد من تحرير مصطلح( مدن التعلم) لدى عامة أفراد المجتمع وخاصتهم؛ ومن قلب الميدان التعليمي من إدارة التعليم إلى مدارسنا وبمشاركة وحضور المجتمع المحلي تُدار الورش والحوارات وحلقات النقاش العلمية من قبل قسم التعليم المستمر الذي يؤدي هذا الدور كجهة اختصاص للتعريف بمدن التعلم بأنها المدن التي تعبر عن التزام مجتمعاتها بتوفير فرص تعلم مستمر لجميع المواطنين، من الطفولة المبكرة حتى الشيخوخة، من خلال بيئة تعليمية محفزة ومترابطة.
وتقوم مدن التعلم على ستة معايير أساسية حددتها منظمة اليونسكو تشمل: تعزيز التعلم الشامل والعادل للجميع، دعم التعليم التقني والمهني والتعليم العالي، تشجيع التعلم الأسري والمجتمعي، ترسيخ ثقافة التعلم مدى الحياة، توظيف التقنية والابتكار في التعليم، بناء شراكات فاعلة بين المؤسسات التعليمية والقطاعات المجتمعية.
هذه المعايير تشكل الإطار الذي تستند إليه المدينة في بناء خططها وبرامجها التعليمية والمجتمعية، بما يعزز الهوية المعرفية للمدينة ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقد عمدت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة على مواءمة معايير اليونسكو مع خططها التشغيلية ، من خلال برامج ومبادرات نوعية تستهدف مختلف الفئات التعليمية والمجتمعية .يتم ذلك عبر آليات عملة متقنة لإدراج مفاهيم مدن التعلم في الخطط المدرسية والممارسات اليومية ، وتنفيذ برامج تدريبية للمعلمين والمعلمات لرفع كفاءتهم في تبني استراتيجيات التعلم النشط والتعلم مدى الحياة، واستخدام التقنيات الحديثة والمنصات الرقمية بكفاءة عالية لتوسيع نطاق فرص التعلم، وتفعيل الأنشطة المدرسية والمجتمعية التي تربط الطلبة بمؤسسات المجتمع المحلي، وإطلاق مبادرات تشاركية تعزز الوعي المجتمعي وتخدم أهداف جودة الحياة بهذه الخطوات تتحول المدارس في المدينة المنورة إلى منصات تعليمية مجتمعية تتيح فرص التطوير الذاتي والتعلم التعاوني والابتكار .
وللحديث بقية عن دور المدرسة في تحقيق معايير مدن التعلم من خلال سلسلة مقالات لرفع الوعي المجتمعي بماهية مدن التعلم لتتجلى الصورة الذهنية ولنتشارك جميعا في تحقيق معاييرها ولتكون منطقة المدينة المنورة نبراسا يحتذى به محليا وإقليميا وعالميا وبالله التوفيق.