النهار

٢٣ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٣ اكتوبر-٢٠٢٥       4455

بقلم - حسن القبيسي

كانت التطلعات في مدينة خميس مشيط كبيرة، والجماهير تنتظر موسمًا استثنائيًا يعيد نادي  ضمك  إلى الواجهة، لكن سرعان ما تحوّل الحلم إلى واقع مقلق، بعدما جاء أداء الفريق في الجولات الأولى من دوري روشن السعودي 2025-2026 باهتًا، ومخيبًا للآمال. الفريق الذي لطالما قدّم مستويات قوية على أرضه، بات يفرّط في النقاط داخل وخارج أرضه ، ويدخل نفق النتائج السلبية في وقت مبكر من الموسم.

ضمك بدأ موسمه بتعادل مع الحزم، حصد من خلالها نقطته الوحيدة في الموسم حتى الآن ، ثم خسر على ملعبه أمام نادي نيوم وكانت بداية مسلسل الخسائر حيث اتبعها بأربع خسائر ، وتلقى خلال 
 الجولات الخمس المنقضية من الدوري السعودي 14 هدفاً  فيما سجل 5 أهداف فقط؛ لتتضح ملامح التراجع في الجوانب الدفاعية والتنظيمية ، أكدها خروج الفريق من كأس الملك أمام فريق النجمة الصاعد حديثاً لدوري روشن .

ليس من السهل أن يرى أنصار  ضمك  فريقهم عاجزًا عن فرض شخصيته، خاصة في ملعبه ، الذي كان يومًا ما صعباً على الكبار ، واليوم صار مجرد محطة عبور للخصوم.

الفريق يفتقر إلى التركيز، ويظهر عليه التوتر في اللحظات الحاسمة، مما يجعله فريسة سهلة حتى أمام الفرق الأقل جودة فنيًا. 
ومن الواضح أن الانسجام داخل التشكيلة غائب، والربط بين خطوط الفريق ضعيف، ما يجعل أي محاولة هجومية بلا خطورة ، وأي هجمة مرتدة من الخصم تهديدًا حقيقيًا للمرمى.

المشكلة لم تعد فنية فقط، بل ذهنية أيضًا،  ضمك  يبدو كمن يلعب بلا ثقة، وكل تعثّر جديد يضيف إلى حجم الضغط الواقع على اللاعبين والجهاز الفني. 
ومع تزايد حدة الانتقادات من الجماهير، بدأت الإدارة تجد نفسها في موقع المساءلة، وسط مطالب بقرارات حاسمة قبل أن يتفاقم الوضع.

الخطر ليس فقط في جدول الترتيب، بل في الروح التي بدأت تنكسر داخل الفريق. 
غياب ردة الفعل، وتكرار الأخطاء، وتراجع الشخصية داخل الملعب، كلّها مؤشرات تنذر بأن الأزمة أعمق من مجرد كبوة بداية. 
وإن لم يتم تدارك الوضع سريعًا، فقد يجد  ضمك  نفسه يصارع على البقاء بدلاً من المنافسة على موقع مشرّف، كما كان يأمل في بداية الموسم.

ما زال في الوقت متسع، لكن الطريق لن يكون سهلاً.  ضمك  بحاجة إلى وقفة صادقة داخل أروقة النادي، إلى قرارات جريئة تعيد الانضباط والتركيز، وتمنح الفريق هوية واضحة تعيده إلى المسار الصحيح. فالجماهير لن تقبل بتكرار سيناريوهات الهبوط أو المعاناة، ولاعبو الفريق مطالبون بالرد داخل الملعب، لا عبر التصريحات أو التبريرات.

فارس الجنوب في اختبار حقيقي، والخروج من هذه المرحلة يتطلب أكثر من مجرد وعود… بل يتطلب أفعال.