النهار

٢٢ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٢ اكتوبر-٢٠٢٥       3245

بقلم - الدكتورة : إيمان حماد الحماد

بين الشعر والشعور ..

روضٌ تحييه الزهور .. 

وبركانٌ بحمم الإحساس يثور ...

وتذبذب بين حزنٍ وألمٍ وسعادة و سرور ...

 

الشِّعرُ ابنُ الشعور، وثمرته الناضجة، وصوته المسموع بعد أن يطول في القلب صمته.

 

الشعورُ هو النبع الداخلي الذي يفور في النفس ، والشِّعرُ هو النهر الجاري الذي يحمل ذلك الفيض إلى الآخرين في صورة كلماتٍ وإيقاعٍ وصورٍ ووجدان.

 

الشعورُ حالة، والشعر صياغة.

الشعور ينبض في الداخل بلا وزنٍ ولا قافية، أمّا الشعرُ فيُنَظِّمُ ذلك الاضطراب العاطفي في عقدٍ من موسيقى ومعانٍ، يربط القلب بالعقل، والخيال بالبيان.

 

الشعورُ هو المادة الخام التي تتكوّن منها القصيدة قبل أن تُنقَّى وتُصفّى وتُهذَّب،

والشعرُ هو الفنّ المصقول الذي يُخرِج تلك المادة في صورةٍ من الجمال والفكر والعاطفة الموزونة.

 

من لا يملك شعورًا، لا يقدر أن يقول شعرًا صادقًا ؛ لكن من يملك شعورًا دون موهبةٍ أو لغةٍ، يبقى وجدانه حبيسًا لا يُترجم ..

بينما الشاعر الحقّ هو من يُهذِّب الشعور ويصوغه في كلامٍ خالدٍ يتجاوز الذات إلى العالم.

 

النسبة بينهما ...

العلاقة بين الشعر والشعور هي علاقة الروح بالجسد، أو القلب بالنبض:

فالشعور هو الحياة التي تسري في الشِّعر،

ولولا الشعور لكان الشعرُ صنعةً باردةً لا روح فيها،

ولولا الشعرُ لبقي الشعورُ غيمةً عابرةً لا تمطر أثرًا ولا معنى.

 

الشعورُ يلد الشعر، والشعرُ يُخلِّد الشعور.

الشعورُ إحساسٌ يُلهِم، والشعرُ تعبيرٌ يُخلِّد.

الأولُ وَجْدٌ، والثاني وِجدانٌ مصوغٌ بلسانٍ من ذهب.

الشعورُ جوهرُ الإنسان، والشعرُ جَمالُ اللسان .

فمتى التقت حرارةُ الشعور بمهارةِ التعبير، وُلد الشعر الحقّ الذي يُطرب القلوب ويُعانق الأرواح.