بقلم- محمد الحقيب الغامدي
في وطن مبارك أنعم الله عليه بالأمن والأمان وشرّفه بالحرمين الشريفين وطن أعطى أبناءه من خيره وهيّأ لهم الوظائف وفتح لهم أبواب الرزق الحلال نُفاجأ بين الحين والآخر بأخبارٍ مؤلمةٍ تُذيعها وسائل الإعلام عن موظفين ومسؤولين خانوا الأمانة… سرقوا واختلسوا ورشوا وأفسدوا في مواقعهم .
كم هو موجع أن نسمع أن من أقسم على المصحف ليحمي الوطن ويصونه قد خانه في أول امتحانٍ للأمانة !!! .
كم هو مؤسف أن نرى من لُبس لباس الشرف عسكرياً كان أو مدنياً يطعن الوطن من حيث أقسم أن يحميه !!! .
الوظيفة في هذا البلد المبارك ليست مغنماً شخصياً ولا فرصةً لسرقة المال العام !!
بل هي تكليف ومسؤولية أمام الله ثم أمام ولاة الأمر والمجتمع .
ومن يمدّ يده إلى المال الحرام فقد مدّها إلى نارٍ تشتعل تحت قدميه يوم القيامة .
قال النبي ﷺ : ( كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيته ) .
أليس هذا الوطن هو مهوى أفئدة المسلمين ؟!!!
أليس فيه الحرم المكي ومثوى النبي المصطفى ﷺ ؟!!!
أليس فيه عدلٌ ونظامٌ ورزقٌ واسعٌ وأمنٌ يفتقده كثير من شعوب الأرض ؟!!!
فلماذا تُقابل هذه النعمة بالسرقة ؟! لماذا تُقابل الثقة بالخيانة ؟!
لماذا يُلوث هذا الصفاء بأيدي أبناءٍ من لحم الوطن ودمه ؟!
الفساد ليس قدرا لا يُدفع .
بل فعل يُحاسب عليه مرتكبه وجرحٌ في جسد الأمة .
ومجتمعنا بقيادته الحكيمة الرشيدة وفقها الله تضرب بيد من حديد على الفاسدين والمفسدين صغاراً كانوا أو كباراً كائنا من كان .
فلا حصانة لمفسد ولا مكان لخائن في وطن طاهر .
وكل مواطنٍ يحب أرضه وقيادته يستنكر هذه الأفعال المشينة .
يستنكر أن يخون أحدٌ وطنه وهو يعيش في ظلّ عدله .
يستنكر أن تُنهب خيرات الوطن ممن كان الأولى بهم أن يصونوها .
نقول لهؤلاء : إن الله لا يغفل وإن يوم الحساب آت وإن الأمانة ثقيلة فتوبوا من الآن قبل أن تُفضحوا في الدنيا وتُعاقَبوا في الآخرة .
وبعد ياسادة .... من أحبّ وطنه حماه .
ومن أقسم على المصحف فليصدق ويبر بقسمه .
ومن نال نعمة الأمن والرخاء فليشكرها بحفظها لا بسرقتها .
فالخيانة ليست وجهة نظر بل جريمة لا تغتفر عند الله ولا تُقبل عند الشرفاء .
{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } .
اللهم احمِ وطننا من عبث العابثين وفساد الفاسدين واجعل كيدهم في نحورهم .
اللهم أدم عليه الأمن والإيمان واحفظه من كل شر وفتنة .
واحفظ ووفق ولاة أمرنا إلى مافيه الخير والصلاح .
والحمد لله رب العالمين .
