بقلم - د . محمد بن غرم الله الحقيب الغامدي
تتوشّح هذه العاصمة بهالة من المجد والحياة مدينة لا تهدأ فيها الحركة تتعانق فيها الأصالة مع الواقع ، وتزدان بأحداث متنوعة تجعلها منارة إشعاعٍ وحضارة .
في الرياض… كل يوم حكاية جديدة وكل فعالية نبضة من قلب وطنٍ نابض بالعطاء .
ومن هذه الروح المتألقة أبدأ حديثي عن موضوع معرض الكتاب الدولي ...
ففي قلب الرياض عاصمة النور والنهضة تنبض الكلمات بالحياة وتزهر المعاني كما تزهر الورود في هذا الحدث الثقافي الفريد ترتفع راية بشعار ( الرياض تقرأ ) شعاراً يترجم حبّ المعرفة ويعلن أن هذا الوطن الفتي المبارك لا يكتفي بأن يكون منارة أمن واستقرار بل منارة فكرٍ وإبداعٍ وعلمٍ وريادة .
معرض الرياض الدولي للكتاب ليس مجرد حدث عابر بل لوحة فنية ثقافية كبرى تجتمع فيها الحضارات وتتحاور فيها العقول وتشارك فيه دور نشر من شتى أنحاء العالم لتلتقي الثقافة العربية بالإبداع الإنساني العالمي في بوتقة واحدة فيفضي ذلك إلى حوارٍ راقٍ بين الشرق والغرب بين الماضي العريق والمستقبل المشرق .
الرياض تستقبل الزوار من الداخل والخارج بأمنها وكرمها وبهذا التنظيم المبهر الذي يعكس صورة المملكة الحضارية .
في أروقة المعرض تتجاور الكتب من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب في مشهد يشبه نهراً من المعرفة يتدفق في قلب العاصمة .
هذا المعرض الدولي ما كان ليزدهر بهذا الشكل لولا نعمة الأمن والاستقرار التي أكرم الله بها هذه البلاد المباركة .
فبينما يسير الزائر بين الأجنحة مطمئنا يدرك أن وراء هذا الطمأنينة قيادة رشيدة سخّرت كل الإمكانات لبناء وطن عظيم .
بلاد الحرمين الشريفين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله فتحت آفاق الفكر وأطلقت مبادرات العلم وأقامت صروح الثقافة لتقول للعالم : هنا وطن يصنع المستقبل بعقله قبل أن يصنعه بذراعه .
في كل زاوية من زوايا المعرض تتجلى رؤية المملكة 2030 فالرؤية التي وضع لبنتها عرّابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ليست رؤية تنموية اقتصادية فحسب .
بل رؤية شاملة تُعلي من شأن الثقافة والفكر .
الكتاب ليس مجرد أوراق وحروف بل هو جسرٌ من نور يصل الحاضر بالمستقبل ووسيلة لإحياء العقول قبل أن يُبهر الأبصار .
ومعرض الرياض الدولي للكتاب أحد أبرز تجليات هذه الرؤية التي تراهن على الإنسان وتؤمن أن الاستثمار في الفكر لا يقل أهمية عن الاستثمار في الصناعة والاقتصاد.
كل عام يثبت هذا المعرض أنه ليس فعالية محلية بل مهرجان عالمي تشارك فيه عشرات الدول ومئات دور النشر وتقام على هامشه الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية واللقاءات الأدبية والحوارات الثقافية التي تثري الفكر وتفتح الأبواب أمام الإبداع .
إنه أشبه بمجلس عالمي تتصافح فيه اللغات وتتبادل فيه الأمم أعذب ما كتبت العقول لتصبح الرياض منارة عربية وإسلامية وعالمية للثقافة .
من هذا المعرض تنطلق رسالة المملكة أن المعرفة ركيزة البناء وأن الكتاب ليس ترفاً بل ضرورة وأن وطننا الغالي المملكة العربية السعودية ليس فقط قبلة للمسلمين في دينهم بل منارة للعالم في فكرهم وثقافتهم .
بلدٌ أعطى وأكرم واحتضن وفتح ذراعيه للمبدعين والباحثين مؤمناً بأن الفكر إذا اجتمع على أرض طيبة أثمر نهضة باهرة .
نسأل الله أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها واستقرارها وازدهارها في ظل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأن يبارك في هذه الرؤية التي جعلت من الحرف منارة ومن الكتاب رسالة ومن الرياض قلباً نابضاً بالمعرفة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .