النهار

٠٥ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٥ اكتوبر-٢٠٢٥       9570

بقلم - محمد الفايز

في كل منظومة عمل ناجحة، لا بد من بوصلةٍ إداريةٍ تُوجِّه المسار نحو الكفاءة والعدالة. فحين تنحرف هذه البوصلة، تبدأ الممارسات الخاطئة بالظهور، ويتسلل "الولاء الجغرافي" أو "الشللية الإدارية" لتحتل موقع الكفاءة والجدارة.

العنصرية الإدارية ليست مجرد سلوكٍ عابر، بل هي آفةٌ تُقوِّض العدالة المؤسسية، وتقتل روح العمل الجماعي، وتزرع الإحباط في نفوس الكفاءات التي وجدت نفسها مهمَّشةً لا لقصورٍ في الأداء، بل لأنها لا تنتمي إلى دائرة المدير الجغرافية أو الاجتماعية.

القيادة الحقيقية لا تُقاس بعدد المناصب التي يشغلها المقرَّبون، بل بقدرة القائد على خلق بيئةٍ عادلةٍ تتيح الفرص بالتساوي، وتُكرِّس مبدأ "الرجل المناسب في المكان المناسب". فالإدارة التي تُبنى على الجغرافيا لا على الكفاءة، تُفرغ العمل من مضمونه، وتحوِّله إلى دائرةٍ مغلقةٍ تُعيد تدوير الفشل وتستنسخ الضعف.

وما يزيد المشهد سوءًا حين يتصدَّر بعض الإعلاميين المشهد لتلميع تلك الممارسات، فيرفعون المدير إلى مرتبة "البار وغيره عاق"، ويُصوِّرون وجوده كأنه المنقذ الأوحد، متناسين أن الإنجازات تُبنى بتكامل الجهود، وأن المدير ما هو إلا منفذٌ لتوجيهاتٍ وسياساتٍ عليا، وفق رؤية قيادتنا ـ حفظهم الله ـ عزَّنا وفخرنا.

الإصلاح الإداري يبدأ من تصحيح البوصلة: "أن تكون وجهتها الكفاءة والعدالة لا المحاباة، والإخلاص لا المصالح. حينها فقط يمكننا أن نقول إن الإدارة تسير في الاتجاه الصحيح، نحو مستقبلٍ مهنيٍّ يقوم على العمل لا المجاملة، وعلى العدل لا الانحياز".