

بقلم: علي المالكي
في عصرنا الحالي، حيث تتسارع وتيرة التغييرات العالمية، يبرز الشباب كقوة دافعة أساسية في بناء الأمم وصياغة مستقبلها.
الشباب ليسوا مجرد جيل ينتظر دوره فقط، بل هم الطاقة الحيوية التي يعتمد عليها الوطن في نهضته، وحمايته، ورفع شأنه بين الدول.
إن الاستثمار في الشباب يعني الاستثمار في مستقبل أكثر إشراقًا، حيث يصبح الوطن "الرقم الصعب"، الذي لا يمكن تجاهله على الساحة الدولية، ذلك الرقم الذي يفرض احترامه بقوته الاقتصادية، ابتكاره العلمي، وثباته الأمني.
نهضة الوطن تبدأ بالشباب لأنهم يمثلون الاستمرارية بعد جيلنا، سيكونون هم المسؤولين عن استكمال المسيرة إذا أعددناهم جيدًا، فإننا نضمن أن يصبح الوطن قويًا، متماسكًا، ومنافسًا عالميًا.
الاعتماد عليهم ليس خيارًا، بل ضرورة، فهم الذين سيحمون الإرث ويطورونه، جاعلين الوطن يُحسب له ألف حساب في المحافل الدولية.
اما في مجال الاقتصاد، يلعب الشباب دورًا حاسمًا في دفع عجلة التنمية، هم الرواد في مجال ريادة الأعمال، حيث يؤسسون الشركات الناشئة التي تحول الأفكار إلى واقع مما جعل الشباب محركًا للاقتصاد الرقمي من خلال مشاريع في التجارة الإلكترونية، الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة.
هذه المشاريع لا تخلق فرص عمل فحسب، بل تقلل من الاعتماد على النفط و الموارد التقليدية، والاقتصاد يكون أكثر مرونة واستدامة عندما نعتمد على الشباب و تشجيعهم على الابتكارات ومنها برامج مثل "رؤية 2030" التي تعتمد بشكل كبير على الشباب لتحقيق أهدافها، وكلنا ثقة بأنهم سيكونون قوة في إدارة هذه المشاريع (يوسعونها، ويحمون الاقتصاد من التقلبات العالمية).
إذا أصبح الشباب قادة اقتصاديين، فإن الوطن سيصبح في مقدمة التجارة الدولية، حيث يفرض شروطه ويجذب الاستثمارات الكبيرة من المستثمرين الأجانب له.
ومما لاشك فيه أن التعليم هو أساس النهضة، والشباب هم الذين يحملون لواء الابتكار في عصرنا هذا، حيث أصبح العلم والتكنولوجيا مفتاح التقدم، و يمكن للشباب أن يحولوا الوطن إلى مركز للبحث والتطوير مثل مشاريع تطوير الروبوتات، الطب الجيني، والذكاء الاصطناعي وهذا يرفع اسم الوطن عاليًا أمام الأمم.
الاعتماد على الشباب بعد جيلنا يعني أن نزرع فيهم ثقافة البحث، الاستثمار في تعليم الشباب سببًا في تحولها إلى قوى اقتصادية عالمية.
في وطننا يقع على عاتق الشباب حماية الوطن من خلال ابتكار تقنيات دفاعية، أو حلول للمشكلات البيئية مثل التصحر أو نقص المياه.
لتحقيق ذلك، يجب أن نركز على تطوير الجامعات، تشجيع الشراكات الدولية، ودعم الابتكارات المحلية، فالشباب بطاقاتهم اللامحدودة قادرون على جعل الوطن رائدًا عندما تتهيأ له البيئة الخصبة.
ولا نغفل عن حماية الوطن ومكتسباته ليس مجرد مسؤولية عسكرية، بل تشمل جوانب متعددة، والشباب هم الدرع الأول في الجيوش والقوات الأمنية يدافعون عن الحدود ويحافظون على الاستقرار الداخلي ودورهم يتجاوز ذلك إلى مكافحة الإرهاب، الجرائم الإلكترونية، والتطرف الفكري، والتهديدات الخارجية والداخلية.
في عصر الإنترنت، يمكن للشباب أن يستخدموا وسائل التواصل لنشر الوعي الوطني، مكافحة الشائعات، وبناء الوحدة الوطنية.
كل هذا يجعلون الوطن أقوى داخليًا، وأكثر احترامًا خارجيًا،
كما أن الشباب يلعبون دورًا في الحماية البيئية، من خلال حملات الوعي والمشاريع الخضراء.
الاعتماد على الشباب يعني تدريبهم على القيادة، وتشجيعهم على المشاركة السياسية، ليصبحوا قادة يحافظون على السيادة الوطنية.
أما الثقافة والرياضة هما وجه الوطن أمام العالم، والشباب هم الذين يحملون رأيتها.
وفي المجال الثقافي، ينتج الشباب الأفلام، الموسيقى، والأدب الذي يعكس هوية الوطن ويروج لها عالميًا مثل "مهرجان الرياض" والتي تعتمد على إبداع الشباب لجذب السياح وتعزيز الصورة الإيجابية.
في الرياضة، يحقق الشباب الإنجازات التي ترفع العلم الوطني، كما في كأس العالم أو الأولمبياد، وهذا يجعل الوطن يُعرف لدى العالم بقوته الثقافية والرياضية.
وفي الختام: "الشباب هم نهضة الوطن لا يمكن إغفاله، هم البناة، الحماة، والمبتكرون، الاعتماد عليهم بعدنا هو ضمان لمستقبل مشرق، حيث يفرض الوطن احترامه بين الدول والاستثمار فيهم اليوم نحصد غدًا وطنًا قويًا، مزدهرًا، وملهمًا للعالم".
ختامًا: "شبابنا هم الحاضر الذي يصنع التاريخ.. حفظ الله حكامنا و وطننا و شبابنا من كل مكروه".

