

بقلم :عيسى كوويت
الفاشل في الرياض سيكون فاشلاً في أي مكان على وجه الأرض. والذي لا ينجح في الرياض في هذا العصر، عصر مولاي خادم الحرمين وسمو سيدي ولي العهد محمد بن سلمان، لن ينجح في أي عصر آخر. نحن ننام على خبر ونستيقظ على خبر من سرعة التطور. الرياض تعمل من كل زواياها، رافعات تبني ناطحات سحاب، كرينات تحفر، ملاعب، مشاريع بنية تحتية، دبل بنية الرياض... صفقات كبرى، أعمال ضخمة تنثرها صندوق الاستثمارات والهيئات والبلديات... ناهيك عن مشاريع الترفيه التي لو بسطت فيها بسطة أمهات يبعن شاي وسبح، لا وفرت ما لم يوفره موظف في مرتبة عالية.
في الرياض، التي تضم أكبر عدد من المليونيرات الشباب في الشرق الأوسط، فقط في عهد محمد بن سلمان، هذه الديرة المباركة من الله، يغتني فيها البسيط ويصبح فيها الطموح يختصر مشوار المليار خلف حلمه في سنوات معدودة. هذه الديرة التي اسمها الرياض، أكثر ديرة على وجه الأرض بارة بسكانها، حفظتهم من صواديف الأيام ورفعت أهلها في مصاف البشر الذين يعيشون حياة كريمة.
الرياض ديرة سهلة لغتها سهلة، تقدر تتأقلم فيها في أيام معدودة وتمسك خط الفرص وتتنقى على قول الشاعر من "سمان الفطح لا من جيتها". ولكن الرياض أكثر مكان منطقي على هذا الكوكب، تعطيك الفرصة التي تناسب مقاس بداياتك، أنك تبدأ سلالم الصعود أفقيا، تعطيك الفرصة التي تتناسب مع إمكانياتك الآن وهنا... وكل ما طورت من نفسك طورتك الرياض زيادة، وكل ما أصبحت جامدًا وغير قابل للتطور، مثل أن تكون رجعيًا في أفكارك وتبي تعيش بأفكار قديمة، كل ما كانت الرياض بارة بك وتعطيك فرص قديمة.
بمعنى أن الأماكن الأخرى في هذا الكوكب لا تعطيك هذا الامتياز، وإنما تلفظك مباشرة إلى خانة "الهومنلس"، وأما رياضنا البارة بنا، تجعلك مسجلا على قيد الكرامة، واحد نسمه.
الرياض يا عزيزي كانت تنتهي شمالا حتى عام 2000 نهاية حي المروج، اليوم الرياض باقي لها تكة وتشبك في المجمعة. وجنوبا حتى عام 2000 تنتهي في العزيزية، اليوم الخرج أصبحت شبه حارة من حارات العاصمة. أكاد أجزم أن نهضة الرياض خلال العشرين سنة القادمة قد تدخل في المقررات الدراسية لكبريات الجامعات العالمية في مسألة النمو العمراني الأفقي والتخطيط السليم.
ولهذا يا عزيزي القارئ، إن كنت عاطلا في الرياض، المشكلة فيك. وإن كنت تاجرا فاشلا في الرياض، فالمشكلة فيك. لا أعني بذلك شخصكم الكريم، وإنما أعني أنت المخطئ فيما أنت فيه... درست تخصصا محد يحتاجه في الكوكب كله... فتحت مشروعا مستهلكا... دبست نفسك بديون مالها سنع... اشتريت راحتك بعدم تطوير مخك بل استهلكته في الحلطمة.
أخر كتاب قرأته من عام أول؟ عندك أفكار تعود للعام 1999؟ عندك مشاكل كفيلة بفرملة قبيلة من الناس؟ فبالتالي موقعك الحالي من الهموم هو موقع صنعته بيديك. ولكن إذا كان عمرك حتى الستين، أطمئن، لازال في الوقت بقية. أما أن كنت تحت الأربعين، أول شيء تسويه أنك تسجد سجدة شكر بأن الله من عليك وأكرمك بهذه المكرمة العظيمة، مكرمة أن تعيش عصر مولاي الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان..
... هذا العصر هو عصر استثنائي لم نكن نحلم به أو نتصوره، ولم يكن في حسابات أفخم مفكر وأعلم مستبصر. عصر نقدر نقول إنه عصر قدري، الله وحده قدر لك وخصك بأن تعيش عصر محمد بن سلمان.
لذلك، أنهض يا عزيزي، فالمواطن السعودي اليوم يطوف بمركبته الفضائية مستكشفًا المريخ، والمواطن الآخر حاليًا وقت كتابة هذه المقالة هو في أطراف بحر الأحمر وأطراف الدمام، وفي قلب الرياض قاعد يرتب مخططات إنشائية ويتابع مجريات العمل يجهز لاستضافة وطنه لكأس العالم.
ومواطن آخر يحاول جاهدًا أن يحصي عدد براءات الاختراع التي سجلها أبناء بلده، ومواطن آخر يناقش زميله عن خطة وطنه 2030 التي أنجزت قبل موعدها. وهناك مواطن مسكين بسيط جدًا يشتغل في التجارة يحتفل في أحد الكافيهات بوصوله للمليون الأول... والحياة حلوة، وكل مطرود ملحوق. قم وطارد خلف حلمك، فالرياض تنتظرك. ولم أقل لك أن هناك من يأتيها من اقاصي الارض يحمل ورقة اقامة وكل زاده هو جيبه الخاوي... ولكنه خلال سنوات يسيره عاد الى وطنه وقد بره الرياض أيما بر وحقق له حلمه وأمتلك ما يمتكله اهل الرياض ولكن في وطنه الفقير عاش باشا.
وأخيرًا، المقصود بالرياض هو كامل الأراضي السعودية. شخص في السعودية وما هو ناجح؟ فالبلاء منه. والمقصود بالنجاح هو أن يملك سيارة ممتازة ومسكن جميل، سواء كان ملكًا أو إيجارًا، ورصيد بنكي يسد احتياجاته الشخصية، ويستطيع أن يسافر أي مكان. بمعنى الحد الأدنى من احتياجات الحضارة. وصلى الله وبارك... النجاح لا يعني أن تملك ملايين.

