

بقلم: حسن القبيسي
بينما تترقب الجماهير مواجهة الأهلي والنصر في نهائي كأس السوبر السعودي مساء السبت بهونغ كونغ، طغت تصريحات وكيل اللاعبين غرم العمري، ثم تأييد الرئيس السابق للباطن ناصر الهويدي، على المشهد، بعدما اعتبرا أن "مصلحة المنافسة" تقتضي فوز النصر بالبطولة، لكونه غائباً عن التتويجات المحلية في الأعوام الأخيرة.
جدل خارج الملعب
العمري برر موقفه بكون الأهلي توج ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، والاتحاد حقق الثنائية المحلية الموسم الماضي، فيما نال الهلال لقب السوبر المحلي وتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية. وبحسب رأيه، فإن فوز النصر سيعيد التوازن إلى المنافسة ويمنح الدوري مزيداً من الزخم.
لكن مثل هذه الطروحات، مهما بدت منطقية للبعض، تضع المنافسة في إطار "التوزيع العادل" للبطولات، وكأن النتائج ينبغي أن تخضع لحسابات خارج الملعب.
الملعب وحده من يقرر
الحقيقة أن كرة القدم لا تعترف سوى بما يحدث على أرضية الملعب. الأهلي وصل إلى النهائي بعدما سحق القادسية بخماسية، والنصر تأهل على حساب الاتحاد في مباراة صعبة. كلاهما جدير بالوجود في المحطة الأخيرة، وكلاهما يمتلك الدافع نفسه للتتويج.
أما الحديث عن "مصلحة المنافسة" فلا يمكن أن يكون بديلاً عن الجهد والتفوق الرياضي. فإذا كان النصر قد غاب عن البطولات المحلية منذ عام 2019، فالمسؤولية تقع على عاتقه لا على "ميزان المنافسة".
قيمة الانتصار
لو فاز النصر باللقب، فسيكون ذلك بمثابة عودة مستحقة بعد سنوات من الغياب، لكن إن تُوِّج الأهلي، فسيمثل استمراراً لنهضة "الراقي" قارياً ومحلياً. وفي الحالتين، لن تخسر الكرة السعودية شيئاً، بل ستربح نهائياً مثيراً بين فريقين يملكان نجوماً عالميين وجماهيرية جارفة.
خاتمه
قد تُثري مثل هذه التصريحات النقاش الرياضي وتشعل الحماس قبل المباريات، لكنها لا تغيّر من قاعدة واحدة ثابتة: الملعب هو الحكم الوحيد، ومصلحة المنافسة تصنعها النتائج الطبيعية، لا الأمنيات.

