الكاتب : النهار
التاريخ: ١٢:٣٧ ص-١٥ أغسطس-٢٠٢٥       9405

بقلم - عيسى كوويت

شاهدت مقطعًا لمعالي الوزير سلمان الدوسري، وزير الإعلام وكان يتحدث عن التفاهة ومصدريها، وأعجبني كلامه بكل أمانة.
بمعنى!! كون أن هناك مشهورًا ما في مكان ما من السوشل ميديا، فالأمر ليس خطيرًا ولا يتعدى كونه شخصًا يعيش حياته بشكل طبيعي وعادي، المصيبة تكمن في الطريقة التي يظهر فيها هذا المشهور حينما يعطي شهرته نوعًا من القطعية، وأقصد أن يصدر تصوره وطريقة حياته وتصرفاته وكل ما يبثه على أنها حقائق وتوجيهات مثلًا، إن يصدر المشهور سين أن الجركل الذي فوق رأسه شيء رائع وجميل، وتتصدر المشهورة سين أن الطحين الذي على براطمها هو نوع من أنواع الترفيه والضحك، وأنها بهذه الطريقة المقززة قاعدة تقدم شيء من الوناسة والترفيه، وأن تتصدر المشهورة جيم المشهد باستعراض أغراضها المنفوخة بأنها ستايل أنثوي يجب أن يكون نموذجًا قياسيًا، وأن يتصدر المشهور نون بآراءه التي تسب وتشتم في النساء على أنها قاعدة للرجولة ويجب أن يتقيد بها الجميع... وما إلى ذلك من تصدير الجهل بثقة مفرطة.

معالي الوزير ذكر في خضم كلامه أن هذه التفاهة يجب التصدي لها بعدم إعطائها المزيد من الوجه، وهذه حقيقة. اليوم، لمن تفتح السوشل ميديا وتلقى عنوانًا عريضًا... شاهد فلانة بعد طلاقها من فلان؟ عاجل: المشهور كاف !! حزين بسبب أن البطيخة حقته ماهي مستوية... عاجل: المشهورة فلانة تأكل الشوكولاتة وتشرب الماتشا..! هذه الطريقة في الشهرة وتصديرها بأن تصبح لغة شارع لا شك أنها أمر غير محمود عواقبه. ففعلًا هي ورطة كونية تعاني منها العديد من المجتمعات والدول، حتى كتاب ألان دونو (نظام التفاهة) رغم ما فيه من اللغة الوصائية الحادة والكئيبة، فهو أصاب في هذا الباب.

ففي المحصلة، نقد المشاهير ليس من أجل المشهور بحد ذاته، وإنما من أجل جهله في تصدير كلامه أنه الحقيقة الأخيرة تحت الشمس، وأن منطقه يعتبر العجيبة الثامنة بعد العجائب السبع.

وهذا الشيء مزعج ومثير للغضب ( يزعل )!، أكثر شيء يزعجني ككاتب ساخر. هو الثقة المفرطة في إبداء الرأي من أشخاص حديثي عهد بالحكمة أو فاقدي المعنى. أن تكون صاحب جركل لونه بني أو طحين على البرطم، فهذا الشيء راجع لك، لكن لا تصدره وكأنه معلومة أو توجيه.