الكاتب : النهار
التاريخ: ٠١:٣٢ م-١٦ أغسطس-٢٠٢٥       8635

بقلم: أنس بن عبدالمجيد الغبيشي 

يا من نفضي إليه بأسرار النفوس،

يا من نبوح إليه عن خوالج القلوب، 

يا من يطفئ لوعة الأشجان والأحزان،

اخترتُ هذه الليلة لتكون آية آيات الوفاء لمن سما بمعاني البيان.

اخترتُ هذه الليلة لأكتب إليك رسالتي بمداد قلمي لأعبّر عن بعض مشاعري تجاهك. 

عند حلول منتصف الشهر، تطل من علياء السماء مضيئاً؛ لتبعث الأمل في نفوس وقلوب المتعبين، فحينما تظهر في الأفق نطير فرحًا ونحلّق غبطةً؛ لأننا نعلم أنك الملاذ الصادق الذي يستقبل همومنا برحابة صدر، ويكتم أسرارنا، ويخفف من وجعنا ؛ نتحدث إليك عن الآمنا؛ لأننا ندرك أنك النور الذي يمحو الحزن من أرواحنا، ويبدد سحب الظلام من سماء الحياة. 

إنني أنظرُ إلى البدر نظرتَين مختلفتَين، فتارةً يلوح لي في الأرياف ساطعاً، ومرةً في المدن خافتًا، فما سرّ نورك المشع في الأرياف؟ 

أترى  الناس هناك تزداد شكواهم إليك كلما أصابهم سهم الزمان، وحلَّت عليهم مصاعب الحياة؟ وما سر خفوت وهجك في المدن ؟ أليس بسبب أن الناس هناك يعيشون حياةً ضنكا وسط ضوضاء الحياة وضجيجها، حيث تلوث المصانع الهواء بدخانها الضار، أم لأنهم يعيشون حياةً هانئة لا يشوبها كدر ؟ 

أيها البدرُ المضيء، ليتَ شعري ما السبيل إلى كشف سرك؟ 

وما سرّ جمال وجهك ولمعان نورك وصفاء  ضوء بريقك؟ 

ولماذا أنت وحدك في السماء بهذا  التألق الوهاج؟ 

أظن أنني الآن عرفت علّة ذلك؛ إنه مناجاتنا معك وإفضاؤنا إليك بما يثقل كواهلنا من يأسٍ وكمدٍ وشقاء.

 وأسأل الله أن يزيل وحشة النهار لينشر أُنس الظلام أجنحته في حياتنا.