




عنصر المنتج، يعكس رؤية وأهداف الشركة، وذلك عندما يتم تصميم وإطلاق منتجات صديقة للبيئة، فإن عملية التسويق ستكون بناءً على قابلية المنتج لإعادة التدوير، أو الاستفادة من المنتج بأغراض أخرى في أحد مراحل دورة حياة المنتج، مثل شركة سابك تستهدف تصميم المنتجات والخدمات لتُعاد إلى دورة الإنتاج بدلًا من التخلص منها، وتعمل على تطوير حلول البلاستيك الدائري وإنتاج عبوات بلاستيكية خضراء قابلة للتحلل.
عنصر تغليف المنتج، يعتبر فرصة تسويقية للمنتجات، خصوصا عندما يكون التغليف صديق للبيئة، فإن عملية التسويق ستكون في توظيف تلك الميزة ضمن الرسائل التسويقية في الحملات التوعوية والاعلانية للمنتج أو الشركة، حيث يعتبر التغليف أحد اساليب الاقناع والتواصل مع العملاء، مثل شركة IKEA تعمل على إعادة تصميم التغليف ليكون قابلًا لإعادة التدوير أو خالٍ من البلاستيك.
عنصر الترويج، يشمل عدة عناصر تعمل على زيادة الوعي وتحفيز الطلب وبناء صورة إيجابية للمنتج والشركة، فإن عملية التسويق ستكون موجه الى الجمهور والفئة المستهدفة، وتعتمد على قوة تأثير التسويق القيمي والذي يتمثل في ربط المنتج بقيمة إنسانية أو بيئية، مثل شركة بيئة في الامارات، تقوم بإطلاق حملات تطوعية وتشجيع ثقافة الحفاظ على البيئة في الحياة اليومية، وتستهدف إشراك الموظفين والعملاء والمجتمع المحلي في المبادرات البيئية.
يتطلب للحصول على نتائج تحقق تطلعات الإدارة والمستفيد، بأن يكون مختص التسويق لديه التأهيل والمهارات اللازمة، حتى يتمكن من دراسة وتحليل معطيات السوق لاستخدام الطرق والأساليب التسويقية التي تتناسب مع إمكانيات وقدرات المنشأة، لأن التسويق البيئي اليوم هو استثمار في المستقبل، وليس مجرد موضة مؤقتة، فكل مبادرة خضراء تتحول إلى قصة تسويقية، وكل منتج مستدام يولّد ولاءً أعمق للعلامة التجارية (Brand)، ويتضح ذلك عند بناء وأعداد الاستراتيجيات التسويقية التي تستهدف مثلا:
نشر الوعي البيئي وأيضا توجيه سلوك العميل وذلك من خلال الرسائل والحملات التسويقية المدروسة، التي تستهدف عملية الإقناع أو التأثير على خيارات الشراء لتصبح أكثر مسؤولية، مثل اختيار منتجات قابلة لإعادة التدوير أو التي تُنتج بطريقة مستدامة، مثل Google تنشر تقارير سنوية، ومشاركة قصص حقيقية حول الجهود البيئية عبر فيديوهات ومدونات.
تعزيز العلامة التجارية، وأيضا التمايز في السوق، فالممارسات البيئية تمنح الشركات ميزة تنافسية يصعب تقليدها بسرعة، مما يجعلها تكسب ولاء العملاء، وكذلك احترام وتقدير الافراد والجهات المهتمة بالقضايا البيئية، مثال شركة البحر الأحمر للتطوير تُقدَّم كمشروع سياحي عالمي قائم على بيئة بحرية محمية بالكامل، وهذا يميزها عن غيرها.
جذب المستثمرين وشركاء الأعمال، لأن المستثمرين اليوم يبحثون عن شركات ذات استراتيجيات استدامة واضحة، مثال شركة Teslaجذبت استثمارات ضخمة بسبب التزامها البيئي.
لقد أثبتت التجارب والنتائج أن الأساليب التسويقية الواعية بيئيًا قادرة على التأثير في سلوك العملاء، وتعزيز ثقافة المسؤولية وبناء ثقة متينة بين العلامات التجارية وجمهورها، لأن قوة التسويق الناعمة تدفع نحو التغيير الإيجابي والمستدام، وذلك من خلال تبنّي ممارسات صديقة للبيئة، واستخدام قنوات ترويج تركز على القيم، وتصميم منتجات تضع الكوكب في الحسبان، حيث يستطيع مختص التسويق ايجاد ميزة تنافسية (Competitive advantage) حقيقية، تضمن الاستمرارية في السوق لأن المستقبل هو لأولئك الذين يدمجون بين الربح والاستدامة، وبين الإبداع والمسؤولية، وينبغي على صناع القرار أن يدركوا أن التسويق البيئي ليس خيارًا جانبيًا، وانما توجه استراتيجي لا غنى عنه، لأننا بذلك سوف نعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والبيئة، وأن نرسم معًا طريقًا نحو عالم أكثر توازنًا وازدهارًا.