

كتبه حسن القبيسي
بعد الانتصار الاستثنائي على مانشستر سيتي الذي أشعل فرحة الجماهير السعودية والعربية، ودفع بالهلال إلى ربع النهائي حيث يواجه فلومينينسي البرازيلي في مواجهة لا تقل أهمية. لكن وسط نشوة الانتصار التاريخي، تبرز خمسة تحديات حقيقية قد تعيق حلم الهلال بمواصلة الزحف نحو اللقب العالمي.
1. فخ الإنجاز التاريخي
من أخطر ما قد يواجه الهلال الآن هو "الرضا الذاتي". فالفوز على فريق بحجم مانشستر سيتي، وفي مباراة درامية، قد يزرع شعورًا بالتشبع لدى اللاعبين. هذا الإحساس بأن ما تحقق يكفي، قد يؤدي إلى تراجع في التركيز والحدة الذهنية.
و في البطولات الإقصائية، التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق، وأي تهاون ولو للحظة أمام خصم من العيار الثقيل قد يعني نهاية الحلم.
2. قوة فلومينينسي المفاجئة
خصم الهلال المقبل ليس عاديًا ؛ فلومينينسي البرازيلي أثبت علو كعبه بإقصاء إنتر ميلان الإيطالي، وصيف بطل أوروبا، بهدفين نظيفين في الدور السابق. الفريق يتمتع بتنظيم تكتيكي ممتاز، وصلابة دفاعية واضحة، وفاعلية هجومية مرعبة.
مثلما فاجأ الهلال العالم بإقصاء السيتي، فإن فلومينينسي هو الآخر أظهر أنه قادر على الإطاحة بالكبار، مما يجعل من مواجهته تحديًا بالغ الصعوبة.
3. التفكير في النهائي مبكرًا
قرعة البطولة أظهرت، على الورق، طريقًا "أخف وطأة" للهلال نحو النهائي، خاصة بعد خروج عدد من المرشحين البارزين. وفي حال تجاوز فلومينينسي، قد يلاقي الهلال فرقًا لا تعيش أفضل فتراتها مثل تشيلسي.
هذا التصور قد يغري اللاعبين بالنظر بعيدًا والتركيز على ما بعد ربع النهائي، وهو خطأ ذهني قاتل في بطولات من هذا النوع. المهمة الأولى والأهم الآن هي تجاوز العقبة البرازيلية، ولا مجال للتشتت.
4. الغيابات المؤثرة
الهلال يعاني من عدة غيابات بارزة قد تُربك حسابات المدرب سيموني إنزاغي فغياب القائد سالم الدوسري الذي لا يزال خارج الحسابات بسبب الإصابة، كما يستمر غياب المهاجم ألكسندر ميتروفيتش. إضافة إلى ذلك، تحوم الشكوك حول جاهزية المدافع حسان تمبكتي بعد تعرضه لالتهاب في الركبة.
هذه الغيابات تُضعف الخيارات المتاحة أمام إنزاغي وتؤثر على التوازن الفني للفريق في مواجهة تحتاج لكل عنصر ممكن من القوة والخبرة.
5. الإرهاق البدني
مباراة الهلال أمام مانشستر سيتي كانت مرهقة بكل المقاييس، خاصة بعد امتدادها إلى شوطين إضافيين. الفريق خاض 4 مباريات خلال 14 يومًا، وهو ضغط بدني كبير، اعترف المدرب إنزاغي بتأثيره على أداء اللاعبين.
وفي ظل قصر فترة الاستشفاء قبل لقاء فلومينينسي، فإن الجاهزية البدنية ستكون على المحك أمام خصم قوي بدنياً ويُجيد الاستفادة من نقاط ضعف الخصوم.
الخلاصة:
رغم الإنجاز التاريخي، يجب على الهلال أن يدرك أن الطريق إلى المجد العالمي لا يزال طويلاً ومليئًا بالمصاعب.
فمواجهة فلومينينسي قد تكون الاختبار الأصعب حتى الآن، حيث سيتعيّن على "الهلال" تجاوز العقبات الذهنية والبدنية والفنية إذا ما أراد أن يواصل كتابة التاريخ في البطولة العالمية.

