

بقلم- حسن القبيسي
مع اقتراب انطلاق موسم 2025-2026 من دوري روشن السعودي، تتجه الأنظار نحو المنافسة المحتدمة بين كبار الأندية، في ظل سوق انتقالات صيفي نشِط، غيّر كثيرًا من ملامح الفرق، وسط مشاريع فنية متفاوتة الطموح والجهوزية.
الاتحاد: حامل اللقب وتحديات الاستمرارية
يدخل نادي الاتحاد الموسم الجديد بثوب البطل، بعد أن نجح في الظفر بلقب الدوري الموسم الماضي تحت قيادة المدرب الفرنسي لوران بلان، الفريق حافظ على قوامه الأساسي، في مقدمتهم كريم بنزيما ونغولو كانتي، مع استمرار الجهاز الفني ذاته.
رغم ذلك، فإن تحركات "العميد" في سوق الانتقالات الصيفي كانت محدودة، ما يضع الفريق في مرمى الضغوط، لا سيما مع الحاجة الماسة إلى تعزيز الصفوف لمواجهة ضغط المنافسات المحلية والقارية، وعلى رأسها دوري أبطال آسيا للنخبة، التحدي الأكبر أمام الاتحاد لن يكون الحفاظ على اللقب فقط، بل مواجهة خصوم عززوا صفوفهم بقوة.
النصر: مشروع برتغالي بطموحات ذهبية
يبدو أن النصر دخل الموسم الجديد بطموح لا سقف له، الفريق نجح في التعاقد مع المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، أحد أبرز الأسماء التدريبية في المنطقة سابقًا، ليبدأ معه مشروعًا فنيًا واضح المعالم.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل أبرمت الإدارة صفقة من العيار الثقيل بضم النجم البرتغالي جواو فيليكس من تشيلسي، ليجاور مواطنه كريستيانو رونالدو، انسجام هذا الثلاثي البرتغالي قد يكون مفتاح النصر للهيمنة على الموسم المقبل، خاصة مع وعود بمزيد من التدعيمات العالمية.
الهلال: بداية إيطالية للعودة إلى العرش
بعد رحيل جورجي جيسوس، فتح "الزعيم" صفحة جديدة مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، المعروف برؤيته التكتيكية الحادة وتجربته الناجحة مع إنتر ميلان.
الهلال عزز صفوفه بصفقة عالمية في الخط الدفاعي، بالتعاقد مع الظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز، في خطوة تؤكد نيّة الفريق للعودة سريعًا إلى منصات التتويج، خاصة بعد الأداء اللافت في كأس العالم للأندية، مشروع إنزاغي يبدو طموحًا، والفريق يملك المقومات للعودة أقوى.
الأهلي: استقرار فني وطموح محلي بعد التتويج الآسيوي
على عكس الثلاثي السابق، اختار الأهلي طريق الاستقرار، حيث حافظ على المدرب الألماني ماتياس يايسله، الذي قاد الفريق إلى التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة.
يمتلك الأهلي كوكبة من النجوم في مقدمتهم رياض محرز وفرانك كيسيه، ويدخل الموسم بثقة عالية ورغبة في تحويل النجاح القاري إلى ثبات محلي، تحدّي الأهلي الحقيقي يكمن في المحافظة على النسق الفني العالي على مدار الموسم، وسط صراع مشتعل مع أندية دعّمت صفوفها بوجوه جديدة.
من الأقرب لحسم اللقب؟
بالنظر إلى التحضيرات، يبدو النصر والهلال في طليعة المرشحين للمنافسة على اللقب، بفضل التحرك السريع في سوق الانتقالات، وبناء مشروع فني متماسك مع أسماء عالمية.
أما الأهلي، فرغم أنه لم يُجر تغييرات كبيرة، إلا أن استقراره الفني ونجاحه القاري يجعله مرشحًا قويًا، بشرط الثبات في الأداء خلال الموسم الطويل.
في المقابل، يواجه الاتحاد تحديًا صعبًا في الحفاظ على اللقب، في ظل ضعف التحركات الصيفية حتى الآن، وارتفاع مستوى المنافسين المباشرين.
خاتمه:
الموسم الجديد يعد بواحد من أكثر مواسم دوري روشن إثارة في تاريخه.
نجوم عالميون، ومدربون أصحاب بصمة… كل هذا ينذر بصراع ممتد حتى الجولة الأخيرة.

