الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٨:٤٣ م-٢٥ يونيو-٢٠٢٥       10835

بقلم - شموخ نهار الحربي

في عالم مليء بالتحديات والمتغيرات، تقف النفس الإنسانية في مواجهة مستمرة مع الضغوط والمخاوف التي قد تهز أركانها أحيانًا. ولكن، هناك من يمتلك سرًا بسيطًا لكنه عميق، وهو الثقة بالنفس؛ تلك القوة الداخلية التي تحمي الإنسان وتدفعه نحو التقدم والنجاح. إنها ليست مجرد شعور عابر، بل هي المفتاح الذي يعزز من قوة النفس ويجعلها صامدة أمام تقلبات الحياة.

ما معنى الثقة بالنفس؟

الثقة بالنفس هي الإيمان العميق بقدرات الإنسان ومهاراته، والاعتقاد بأن لديه القوة والموهبة لتخطي العقبات وتحقيق الأهداف. هي الشعور الداخلي بالراحة مع الذات، والقدرة على اتخاذ القرارات بثبات، حتى في مواجهة الصعوبات. بدون هذه الثقة، تصبح النفس هشّة وعرضة للشكوك والضعف.

لماذا تعتبر  الثقة بالنفس  أساسية في تقوية النفس؟

عندما يتمتع الإنسان بثقة عالية في نفسه، يتحول من شخص متردد ومتوتر إلى شخص قادر على التحكم في مشاعره، وتحويل التحديات إلى فرص. هذه الثقة تجعله:
    •    يتحلى بالشجاعة لمواجهة المخاوف: بدلاً من الهروب أو الاستسلام، يختار المواجهة والعمل على حل المشكلات.
    •    يتعلم من الأخطاء: لا يراها فشلًا بل دروسًا تنمي خبراته.
    •    يبني علاقات صحية: فهو واثق من ذاته ولا يحتاج إلى إثبات نفسه للآخرين باستمرار.
    •    يضع أهدافًا واضحة: ويعمل على تحقيقها بعزم وإصرار.

كيف تنمو  الثقة بالنفس  وتتقوى؟

الثقة بالنفس ليست هبة يولد بها الإنسان، بل هي مهارة يمكن تطويرها وتنميتها، وهذه بعض الطرق التي تساعد على بنائها:
    1.    الاعتراف بالإنجازات مهما كانت صغيرة

من المهم أن يحتفل الإنسان بإنجازاته اليومية، فالنجاحات الصغيرة تراكمية وتزيد الشعور بالكفاءة والجدارة.
    2.    ممارسة الحديث الإيجابي مع الذات

الكلمات التي نوجهها لأنفسنا تؤثر بشكل مباشر على حالتنا النفسية. استبدال العبارات السلبية مثل “لا أستطيع” بـ”سأحاول وأتعلم” يخلق بيئة داخلية محفزة.
    3.    تحدي المخاوف تدريجيًا

ليس من الضروري أن تخوض المعارك الكبرى دفعة واحدة، بل يمكن بناء الثقة بخطوات صغيرة متدرجة، مثل التحدث أمام مجموعة صغيرة أو اتخاذ قرارات بسيطة، لتشعر بالنمو المستمر.
    4.    التعلم واكتساب مهارات جديدة

كل معرفة جديدة أو مهارة يتقنها الإنسان تزيد من شعوره بالكفاءة والتمكن، مما يعزز ثقته بنفسه.
    5.    الاهتمام بالصحة والمظهر

الصحة الجسدية والنظافة الشخصية تلعب دورًا مهمًا في شعور الإنسان بقيمته، فالشعور بالجمال والنشاط ينعكس إيجابيًا على الثقة.
    6.    محاطة نفسك بأشخاص إيجابيين

البيئة الداعمة والمشجعة ترفع من معنويات الإنسان، وتساعده على مواجهة التحديات بثبات.

تأثير  الثقة بالنفس  على حياة الإنسان

الثقة بالنفس ليست مهمة فقط لتحقيق النجاح العملي، بل تؤثر أيضًا على الصحة النفسية والعاطفية. الشخص الواثق قادر على تقليل التوتر والقلق، لأنه يثق بقدرته على التعامل مع المواقف المختلفة. كما أن لديه قدرة أكبر على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، والتمتع بعلاقات اجتماعية أكثر صحة وسعادة.

قصص نجاح تلهمنا

نجد في التاريخ وقصص النجاح اليومية الكثير من الأشخاص الذين كانوا في مواقف صعبة، ولكن ثقتهم بأنفسهم كانت نقطة التحول التي غيرت مجرى حياتهم. من الفنانين إلى العلماء ورواد الأعمال، ثقتهم بأنفسهم كانت الدافع الحقيقي وراء تجاوزهم للصعاب.

الخلاصة

الثقة بالنفس هي حجر الأساس في بناء نفس قوية ومتوازنة. هي الشعلة التي تضيء طريق الإنسان نحو النمو والتقدم، وتجعله لا يستسلم أمام العقبات مهما كانت صعبة. من خلال العمل المستمر على تعزيز هذه الثقة، يتحول الإنسان إلى شخصية قادرة على تحقيق أحلامه، والعيش بحياة مليئة بالنجاحات والرضا الداخلي