

بقلم- أحمد صالح حلبي
بعد أن من الله على حجاج بيته الحرام بأداء فريضتهم، والعودة لأوطانهم سالمين غانمين، بدأت القطاعات المشاركة في خدمات الحجاج تفتح تقارير أعمالها لتناقش نتائجها وتدرس برامجها وتعمل على تطويرها.
وشكلت وزارة الصحة بعطاء أبنائها منظومة صحية متكاملة عملت على تعزيز جودة الخدمات الصحية، وهذا ما برز في تجمع مكة الصحي الذي وظف خبراته وإمكانياته للاستفادة من التقنيات الذكية فنال اعتماد معهد الابتكار العالمي، تقديراً لتميزه في مجال الابتكار وتطوير استراتيجياته وأنظمته وفقاً لأعلى المعايير الدولية، واستطاع في أول مشاركة له الحصول على خمس جوائز عالمية في الاختراع بالمجال الصحي بمعرض جنيف الدولي السنوي.
وفي موسم حج هذا العام عمل على إطلاق عدة مبادرات صحية ذكية تمثلت في إطلاق منصة “حجِّي” التفاعلية عبر واتساب منصة تقدم استشارات صحية ووقائية بأكثر من 200 لغة، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفر استشارات صحية وتوعوية بأكثر من 200 لغة، مقدّمة محتوىً وقائيًا موثوقًا في متناول كل حاج، وفي أي وقت، ومن أي مكان.
وجاءت عربة السكتات الدماغية المتنقلة والتي تتميّز بتقنيات متقدمة تشمل أشعة مقطعية فورية، وكاميرا 360 درجة، واتصال افتراضي مباشر مع استشاريين متخصصين، وتُعد أحدث منتجات الطب التخصصي الميداني في المشاعر المقدسة لإنقاذ حياة الحجاج بأسرع زمن استجابة.
ولمتابعة الحالات المزمنة برزت الساعة الذكية المتصلة بمستشفى صحة الافتراضي لمتابعة الحالات المزمنة عن بُعد، مع تنبيهات ودعم طبي مستمر، وتتم متابعتها من قبل مدينة الملك عبدالله الطبية للحالات الصحية للحجاج الذين يعانون أمراضًا مزمنة، فمن خلال الساعة الذكية يمكن للفرق الطبية متابعة حالة الحجاج بعد خروجهم من المستشفى.
وبرز تطبيق " فارميني " كمساعد صيدلي رقمي يشرح الأدوية والتفاعلات والجرعات بـ11 لغة شرحًا دقيقًا لاستخدامات الأدوية، التفاعلات، الجرعات، وترجمة الوصفات الطبية، مع خاصية الدردشة المباشرة مع صيادلة متخصصين، مع دردشة تفاعلية لرفع مستوى السلامة الدوائية.
وتفعيل تطبيق "المساعد الصحي الذكي" ليزوّد الحاج بمحتوى توعوي وقائي، ويوجهه إلى أقرب مرفق صحي عند الحاجة، كذلك تجربة "آي سيلفي" بالمستشفيات من خلال تسخير الذكاء الاصطناعي لمقدمي الخدمة في أخذ العلامات الحيوية حيث يحلل الذكاء الاصطناعي المؤشرات الحيوية للحاج من خلال صورة الوجه فقط، لتُسرّع إجراءات التشخيص وتُعزز كفاءة الرعاية.
وإن جاء تفعيل خدمة العيادات الافتراضية والتي تتيح للحجاج الحصول على الاستشارات الطبية عن بُعد عبر منصات رقمية متقدمة، ساهم في خفض الازدحام وتسريع تقديم الخدمة الطبية بشكل آمن وفعال، فإن إدخال تقنية الدرون لنقل الأدوية إلى المناطق النائية والصعبة، مكن من سرعة التوزيع وضمان استمرارية العلاج في كافة مواقع تواجد الحجاج.
ختاما إن إطلاق مثل هذه المبادرات في موسم حج وإن مثل تحولاً في الخدمات الصحية للحجاج، فإنه أكد حرص الدولة على تقديم رعاية صحية سريعة وفعّالة لضيوف الرحمن في جميع مناطق تواجدهم.