

بقلم- شموخ نهار الحربي
حين يغيب الأب عن حياة الأسرة، تصبح الأم ليس فقط الوالدة، بل الصديقة والملجأ الذي تلجأ إليه الابنة في كل لحظة ضعف وفرح، غياب الأب يترك فراغًا كبيرًا في القلب، لكن الأم بوجودها وحبها تكون الحاضنة التي تعوض عن ذلك الغياب بصبرها وحنانها ودعمها المستمر.
في تلك اللحظات الصعبة، تتحول العلاقة بين الأم وابنتها إلى رباط خاص وفريد من نوعه، حيث تتقاسمان المشاعر بكل صدق وشفافية، الأم التي كانت قدوة ومعلمة، تصبح صديقة ومصدر قوة، تستمع دون حكم، وتواسي دون تعب، وتحتضن القلب المكسور بحنان لا ينضب.
تعيش الابنة مع الأم أوقات الحزن والفرح، وتجد فيها الأمان الذي يحتاجه كل قلب يبحث عن استقرار في عالم تغير فجأة، الأم تعلم أن دورها أكبر من التربية، هو أن تكون الصديقة التي تفهم وتتقبل، التي تسند دون أن تفرض، وتدعم دون أن تلتقط ضعفها.
الوفاء بين الأم وابنتها في غياب الأب يتجلى في تفاصيل صغيرة، في كلمات تشجيع، في ضحكات مشتركة، وفي دموع مسكوبة بصمت، تلك العلاقة تصبح ملاذًا آمنًا، تعيش فيه الابنة وتكبر معه، متعلمة أن الحياة تستمر، وأن الحب لا يموت حتى لو فقدنا أعز الناس.
وهنا لا يعني أن الأب يُنسى أو يُغيب، بل تظل ذكراه حية في القلب، تملأ المساحات، لكن وجود الأم الصديقة يجعل من الصعب على الفقد أن يكون نهاية، بل بداية جديدة للحب والدعم والتكاتف.
الأم حين تكون صديقة ابنتها بعد فقدان الأب، هي أعظم هدية، هي النور الذي يضيء دربها، وهي الحضن الذي لا يتركها مهما طال الزمن، هي الأم والصديقة والمرآة التي ترى فيها الابنة أجمل ما في نفسها، وتجد فيها القوة لمواجهة كل ما يأتي.