الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٥ يونيو-٢٠٢٥       11550

بقلم- روان صالح الوذيناني

من قلب مكة المكرمة، وفي سماء تُعانق القداسة، تقف منظومة الباتريوت التابعة للدفاع الجوي السعودي كخط دفاع أول، ودرع لا يعرف الغفلة.

في صمت يقظ، ترصد وتتابع وتحمي، وكأنها تهمس للعالم: هنا الحرم.. وهنا الحُرُمات مصانة.

 

الدولة التي شرفت بخدمة الحرمين، لم تدّخر جهدًا في أن تجعل أمن الحجيج فوق كل اعتبار.

تحت قيادة رشيدة ورؤية أمنية عالية، أصبحت سماء مكة محصّنة بأنظمة رادارية متقدمة ودقة استجابة استثنائية.

الرسالة واضحة: أمن ضيوف الرحمن ليس مجالًا للتفاوض ولا للتهاون.

فهنا، لا مكان للتسلل، ولا فرصة للخطر، ولا لحظة تمر دون يقظة تامة.

قوات الدفاع الجوي، رجال لا يظهرون في المشهد العام كثيرًا، لكنهم حاضرون بقوة في كل ثانية،

عيونهم على السماء، وقلوبهم معلقة بأمن الأرض وأمان ساكنيها.

خلف كل طائف، وساعٍ، وداعٍ، هناك جنود ظلّ، يرابطون بصمت ويستيقظون في أوقات الغفلة.

لا يطلبون شكرًا، ولا ينتظرون تصفيقًا، بل يحملون الشرف في صدورهم، ويؤدون الواجب دون كلل.

وجود منظومة “الباتريوت” في أجواء مكة، ليس فقط حماية عسكرية، بل دلالة رمزية ومعنوية.

أن السعودية لا تحمي المقدسات بالكلمات، بل بالأفعال والأنظمة والاستعداد الكامل.

وطن يهب كل ما يملك من خبرات وقدرات وتقنيات ليجعل من فريضة  الحج  تجربة آمنة روحانيًا وأمنيًا.

الرسالة تصل إلى كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن هذه البقعة الطاهرة:

هنا رجال الله، هنا أبناء العقيدة والوطن، وهنا أمن لا يُخترق.

ومع كل موسم حج، تجدد المملكة التزامها بأن سماء الحرم بيدٍ لا تنام،

وأن الطمأنينة التي تسكن قلوب الحجاج، لها حراس لا يكلّون ولا يغفلون.

الباتريوت في مكة، هو البُعد الذي لا تراه العدسات، لكنه أساس الصورة الأجمل:

صورة الحاج وهو يؤدي شعائره بأمان وسكينة، محاطًا برعاية ربانية ثم بجهد إنساني لا يُقدّر بثمن.