بقلم- سارة العتيبي

شهدت العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية ودولة سوريا، طفرة في التعاون بينهما، بإعلان صاحب السمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، السبت، عن تقديم دعم مالي مشترك من السعودية وقطر للعاملين في القطاع العام السوري، ضمن توجه عربي أوسع لدعم «سوريا الجديدة».

جاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق مع نظيره السوري أسعد الشيباني، حيث شدد بن فرحان على أن المساهمة في رفع العقوبات عن سوريا «هي تأكيد على وقوف الأخ إلى جانب أخيه»، مؤكدًا أن هذا الدعم سيسهم في دفع عجلة الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب السوري، حسبما ذكرت «CNN» الاقتصادية.

وكشف الأمير فيصل بن فرحان عن توجه المملكة لإرسال وفود رسمية إلى سوريا في قطاعات الطاقة والزراعة والمعلوماتية، في إطار «تعزيز التعاون الثنائي والشراكة الأخوية»، لافتًا إلى مناقشته مع الرئيس السوري «الشرع» فرص التعاون الاقتصادي، ومشددًا: «سوريا تملك الكثير من الفرص، وشعبها قادر على الإبداع والإنجاز ونحن معه في ذلك».

من جانبه، ثمّن الشيباني الدعم السعودي، واصفًا إياه بـ«الموقف المشرف» من المملكة قيادة وشعبًا، مؤكدًا أن أولوية الحكومة السورية في هذه المرحلة هي إعادة بناء الاقتصاد الوطني وعودة الكفاءات السورية من الخارج. 

كما أشار إلى أن التعاون الاستثماري مع الرياض سيفتح فرص عمل جديدة في الداخل السوري، وكشف عن توقيع اتفاقيات مع شركات دولية لتأمين الغاز اللازم لتوليد الكهرباء.

وشدد الشيباني على أن رفع العقوبات يمثل بداية مهمة لـ«السيادة الاقتصادية»، مؤكدًا: «إعادة إعمار سوريا لن تُفرض من الخارج، بل ستكون بإرادة السوريين، ونرحب بكل مساهمة بنّاءة تدعم هذا التوجه».

وتأتي هذه التطورات بينما تكثف السعودية تحركاتها لدعم استقرار سوريا وإعادة الحياة الاقتصادية للبلاد التي أنهكتها الحرب لأكثر من عقد، حيث زار بن فرحان دمشق على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى لبحث تنمية الاستثمارات وزيادة التبادل التجاري، بما يضمن استدامة المعيشة للشعب السوري.

وفي 2024 بلغت صادرات السعودية إلى سوريا نحو 500 مليون ريال، تركزت في اللدائن (358.9 مليون ريال)، ومنتجات البن والشاي والبهارات (61.8 مليون ريال)، حسبما ذكر موقع «الشرق بلومبرغ».

بالمقابل، بلغت أبرز الصادرات السورية إلى السعودية محضرات الفواكه والخضار (172.4 مليون ريال)، تليها الفواكه (118.2 مليون ريال).

وخلال السنوات الخمس الماضية، تفاوت التبادل التجاري، حيث سجلت الصادرات السعودية في 2023 نحو 438 مليون ريال مقابل واردات بـ766 مليون ريال.

أما الاستثمارات السورية المباشرة في السعودية فبلغت 930 مليون دولار بين 2019 و2023، مع طفرة ملحوظة في 2022 (319 مليون دولار).