بقلم: أحمد صالح حلبي 

بالأمس كانت هناك سبع طرق برية تربط القادمين للحج بمكة المكرمة، واليوم أصبحنا نرى عشر طرق برية رئيسية يسلكها الحجاج القادمون من الدول المجاورة للمملكة العربية السعودية أثناء توجههم صوب مكة المكرمة، فشرقًا يستخدم حجاج دولة الكويت طريقين، الأول «الخفجي - النعيرية - الرياض - مكة المكرمة» ، والثاني «الرقعي - حفر الباطن - المجمعة - مكة المكرمة. 

فيما يستخدم حجاج دولة الإمارات العربية المتحدة طريق «البطحاء - سلوى - الهفوف - الرياض – الطائف - مكة المكرمة»، ويستخدم حجاج دولة قطر طريق «سلوى - الهفوف - الرياض – الطائف - مكة المكرمة» ، أما حجاج مملكة البحرين فيعبرون جسر الملك فهد الذي يصلهم بالخبر ثم إلى الرياض ثم الاتجاه إلى مكة المكرمة مرورًا بالطائف. 

وفي الشمال يستخدم حجاج المملكة الأردنية الهاشمية طريقين: الأول يبدأ من طريق حالة عمار ثم تبوك ثم المدينة المنورة وصولًا إلى مكة المكرمة ، والثاني ينطلق من الحديثة فالقريات ثم سكاكا ثم مكة المكرمة مرورًا بالمدينة المنورة، فيما يسلك حجاج جمهورية العراق طريق جديدة عرعر - عرعر - سكاكا - المدينة المنورة - مكة المكرمة. 

وجنوبًا يسلك حجاج الجمهورية اليمنية طريق الوديعة - نجران - أبها - مكة المكرمة، أما حجاج سلطنة عُمان فيستخدمون طريق الربع الخالي أم الزمول - البطحاء - سلوى - الهفوف - مكة المكرمة. 

وجوا هناك 6 مطارات رئيسية تستقبل ضيوف الرحمن، تشمل: مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة المنورة، ومطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدولي في ينبع، ومطار الطائف الدولي، إضافة إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومطار الملك فهد الدولي بالدمام. 

ويعتبر مطار الملك عبد العزيز الدولي الذي يحتل مساحة 105 كـم2 ، بوابة مكة المكرمة الجوية ، فعن طريقه تصل أعلى نسبة من الحجاج القادمين جوا، ولذلك تم إنشاء صالة للحجاج تبلغ مساحتها 465000 م2 ، يمكنها أن تستوعب 80,000 مسافر في نفس الوقت.

ويأتي مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي ، بالمدينة المنورة ليمثل هو الآخر بوابة قدوم أخرى للحجاج ، كما يستقبل مطار الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود الإقليمي أو مطار ينبع الإقليمي رحلات الحجاج القادمين من دول عدة دول كأستراليا، وسنغافورة، ونيوزيلندا، وبنغلاديش, وإندونيسيا، والسودان. 

وبحرا نجد ميناء جدة الإسلامي الذي يعمل على استقبال حجاج بيت الله الحرام القادمين بحرا من خلال عبارات وصالات مخصصة مزودة بكافة المرافق والتجهيزات اللازمة لخدمة الحجاج وإنهاء إجراءات دخولهم وخروجهم ، والتجهيزات التشغيلية المتطورة لتفتيش ونقل الأمتعة لصالات القدوم والمغادرة والانتظار، وتوفير عربات لنقل الحقائب ، بالإضافة إلى توفير حافلات حديثة لنقل الحجاج إلى مكة المكرمة. 

كما يعمل ميناء ينبع التجاري على استقبال الحجاج بما يُسهم في تسهيل السبل الكفيلة لخدمة ضيوف الرحمن من المعتمرين والحجاج ، كذلك ميناء ضبا الذي يعمل هو الآخر لاستقبال حجاج بيت الله الحرام . 

وفي جانب وسائل النقل فرغم أن أول سيارة وصلت إلى مكة المكرمة عام 1340 هــ / 1921 م ، إلا أنه لم يسمح لها بنقل الحجاج إلى داخلها ، إذ كانت السيارات الناقلة للحجاج من جدة إلى مكة المكرمة تقف في منطقة تعرف باسم ( أم الجود ) بنقطة عرفت لاحقا باسم مركز استقبال الحجاج ، أمام مقر رابطة العالم الإسلامي ـ حاليا ـ ، ولاتزال معالم المركز موجودة حتى الآن ، حيث يتم إنزال الحجاج من السيارات واركابهم على الجمال للدخول إلى مكة المكرمة ، والسبب كما يقال يعود إلى أن " دخول السيارة كان مرعباً للجمال ، إذ كانت الإبل التي تحمل شقادف الحجاج تنفر بشدة من صوت السيارات وحركتها، وكأنها تقدم احتجاجها، الأمر الذي شكّل خطراً على حياة الحجاج ، فاضطرت الحكومة إلى إصدار أمر يمنع السيارات من السير في شوارع مكة المكرمة تقديراً لهذه الحالة بسبب عدم اعتياد الإبل على السيارات في تلك المرحلة " .

واسست أول شركة لنقل الحجاج ما بين جدة ومكة المكرمة عام 1344 هـ ، وكان عدد حافلاتها لا يتجاوز خمسة وعشرين حافلة ، وفي عام 1345 هـ صدور أول تنظيم لسيارات نقل الحجاج والذي تضمن ( 31 ) مادة وصدر الأمر السامي بالمصادقة عليه في 18 جمادى الآخرة سنة 1346هـ . 

وشكل هذا التنظيم بداية لظهور شركات نقل الحجاج فأسست الشركة السعودية الوطنية لسير السيارات بالحجاز عام 1346 هــ ، برأسمال قدره خمسون ألف جنيها ، كما تأسست في جدة ورشة لإصلاح السيارات عرفت بـ " مدرسة تعمير السيارات " ، لتوفير قطع الغيار وإصلاح السيارات ، ومعنى تعمير باللهجة الحجازية " إصلاح " ، وأوضحت بعض المصادر التي تناولت نقل الحجاج أن عدد السيارات بلغ في شهر جمادى الآخرة عام 1346هـ ( 267 ) سيارة ، وارتفع في موسم الحج ووصل إلى 541 سيارة وكان هذا الرقم قياسيا خلال تلك الفترة . 

غير أن استخدام السيارات واجه عدة مصاعب كان من ابرزها عدم توفر الكوادر القادرة على العمل بهذا المجال / مما اضطر لاستقدام سائقين وميكانيكيين من السودان وعدن والهند ، ومنحهم أجور عالية بهدف إغرائهم للقدوم والعمل . 

وإن كانت النقابة العامة للسيارات قد بدأت أعمالها عام 1372 هــ بخمس شركات نقل، وتوسعت أعمالها ليصل عدد الشركات المتعاقدة مع النقابة في عام 1421 إلى 11 شركة ، وفي عام 1440هـ وصل عدد الشركات والمؤسسات الناقلة تحت مظلة النقابة العامة للسيارات إلى 49 شركة ومؤسسة نقل ، فإن عددها حاليا بلغ أربعة وسبعون شركة تعمل على نقل الحجاج بين مدن الحج ، جدة ـ المدينة المنورة ـ مكة المكرمة ، إضافة إلى رحلة المشاعر المقدسة .

وجاء قطار الحرمين السريع ليربط بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بمحافظة جدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية بطول 450 كم، وبطاقة استيعابية تبلغ 60 مليون مسافر سنويًا، وسرعة تشغيلية تصل إلى 300 كلم/ساعة، وتكلفة إجمالية 63 مليار ريال سعودي، ويُعد أسرع قطار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، ويتكون المشروع من 35 قطارًا، وكل قطار يحتوي على 13 عربة تبلغ سعة كل قطار 417 مقعدًا، وله خمس محطات: محطتان في مكة والمدينة، ومحطة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومحطة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وأخرى في وسط محافظة جدة ، وافتتح بالتزامن مع اليوم الوطني السعودي في 25 سبتمبر 2018 .

وبرز قطار المشاعر المقدسة الرابط بين منى، وعرفات، ومزدلفة ، وبدأ تنفيذه كمشروع عام 2008 وافتتح في نوفمبر عام 2010 ، ويتكون من 17 قطارًا، تضم 204 عربة، وتستوعب كل عربة منهم 300 راكب، وهناك عربتان أمامية وخلفية للقيادة. ويبلغ طول المسار نحو 18.1 كم، ويرتفع بنحو 8-10 أمتار عن سطح الأرض، ويصل إلى 45 مترًا عند منشأة الجمرات، وتبلغ طاقته الاستيعابية 72,000 شخص في الساعة الواحدة. ويحتوي المشروع على تسعة محطات، بطول 300 متر لكل محطة، تبدأ من مكة المكرمة، ثم يمر القطار بثلاث محطات في مشعر عرفات، وثلاثة في مشعر مزدلفة، ثم محطة في بداية مشعر منى، وأخرى وسطه، وتكون المحطة الأخيرة عند الدور الرابع بجسر الجمرات.

@adhalabi1380