بقلم: سعيد بن عبدالله الزهراني

قال الله تعالى: (وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميق).. وقال تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب ).

شرف عظيم للمملكة العربية السعودية أن تسخر جهودها لخدمة حجاج بيت الله الحرام  الذين أتوا من كل فج عميق  لأداء الركن الخامس..

لقد اولت السعودية جل اهتمامها في خدمة الضيوف الكرام منذ عهد  الملك المؤسس  عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، فقد رسخ الأمن والأمان بعد أن كان الذاهب الى الحج مفقود والعائد منه مولود، نظرا لعدم الأمن والاستقرار، حتى سيطر المؤسس على هذا الكيان وفرض الامن والأمان، وعادت الطمأنينة إلى حجاج بيت الله الحرام.

ومنذ ذلك العهد توالت عمليات الأمن والأمان والرخاء والاستقرار في ظل خدام الحرمين الشريفين ملوك المملكة العربية السعودية - رحمهم الله جميعا-، وأطال في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -.

ففي عهدهما الميمون شهدت رحلة ضيوف الرحمن نقلة نوعية في شتى المجالات، وتضمنت "رؤية المملكة 2030"، برنامجا ضخما يصب في خدمة الحجاج والزوار والمعتمرين .. برنامج "ضيوف الرحمن" الذي أتى ليتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة على أكمل وجه، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم، من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتهيئة المواقع السياحية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعكس الصورة المشرِّفة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.

إن هذا البرنامج أتى امتداداً لشرف خدمة الحرمين الشريفين من ملوك هذه البلاد منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه، وتعزيز التزام المملكة بخدمة ضيوف الرحمن من داخل وخارج المملكة، على أكمل وجه، بتقديم تجربة متكاملة وسلسة من خلال رفع مستوى أداء الخدمات المقدمة والتكامل بين الجهات لتخليد ذكرى لدى الضيوف الكرام تحت شعار "من الفكرة وحتى الذكرى"..

لقد تحول أداء الحج بفضل الله تعالى ثم بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، من دعم لا محدود ومشاريع ضخمة وجبارة، إلى رحلة جميلة لحجاج بيت الله الحرام ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وسط منظومة خدمات سخرت لهم دون إشغالهم بأي أمور أخرى..
فاصلة؛ الحج الآمن قصة سطرتها الدولة السعودية