الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٩ مايو-٢٠٢٥       45155

بقلم- سارة العتيبي

في ظل روحانية خاشعة لأفئدة الحجيج، تتجسد في موسم الحج لمسات التكنولوجيا الحديثة، فصارت الرحلة أكثر يسرا وأمنا، تقدم المملكة لحجاج بيت الله الحرام خدمات ذكية تسهل مراحل الحج؛ فأصبح الحاج يعتمد على تطبيقات إلكترونية وبطاقات ذكية طوال رحلته. 

في كل خطوة من خطوات الحج، يوفر التحول الرقمي رفيقا للحاج؛ فقد أصبح «تطبيق نسك» بمثابة المرشد الذي يجيب عن تساؤلاتهم ويحجز لهم عربات كهربائية ميسرة لكبار السن في الحرم، ويضم بياناتهم الصحية والخدمية. 

وإلى جانب ذلك تستعين المملكة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي وشبكات اتصال فائقة السرعة لضمان تدفق الحشود بانسيابية عالية، فضلا عن توفير آلاف نقاط «واي فاي» مجانية تغذي التواصل بين الحاج وأحبائه.

وحتى قبل الوصول، تبدأ رحلة الحج الذكية في المطارات؛ فقد أوجدت المملكة صالات «طريق مكة» في عدد من دول العالم لاستقبال الحجاج وإنهاء متطلبات الحج إلكترونيا، مما يسهم في تدفقهم إلى الديار المقدسة بيسر. 

أما الحرم المكي، فليستوعب زحام المصلين توسعت مساحته وعُمرت مرافقه بأقنية وظلال مبردة، فزادت الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من مليوني مصل، كل مبنى فيه يمزج عبق العمارة الإسلامية بروح الابتكار من خلال القبب المتحركة المصقولة بالكريستال ونقوش قرآنية تعانق جدرانه.

وعلى امتداد المشاعر المقدسة، كُلّف آلاف المتطوعين والكوادر الأمنية والطبية بتنفيذ خطط لوجستية متكاملة؛ فرؤية 2030 أولت اهتماما خاصا بذوي الهمم، فوفرت لهم مصليات خاصة مهيأة بمعينات صوتية ولوحات برايل ونسخ القرآن الميسرة، إضافة إلى عربات كهربائية متحركة، وتواجد مترجمي لغة الإشارة والخدمات الإرشادية عند أبواب الحرم. 

وفي النقل العام شغلت الجهات الحكومية مئات الحافلات وأمنت قطارات سريعة لربط المنافذ الرئيسة ببعضها، هذا المزيج المعنوي- المادي من التأمل والسعي التقني يعكس حرص السعودية على خدمة ضيوف الرحمن؛ فهو يخلق بيئة تغمرها الطمأنينة والأمن ويمنح الحاج راحة قلب أمام عظمة رحلته الروحانية.

كل هذا وأكثر تفعله المملكة ليظل الحرم المكي منيرا بضيوف الرحمن؛ فيغادر الحاج هذه الديار مفعما بالرضا والسكينة، فنقول له: حج مبرور، ونقول لقيادتنا: جهد وابتكار مشكور.