الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٨:٥٠ ص-٢٥ مايو-٢٠٢٥       15840

بقلم- أحمد الدليان

منذ تأسيسها عام 2016، برزت  الهيئة العامة للترفيه  في المملكة العربية السعودية كأحد الأعمدة الأساسية لتحقيق "رؤية المملكة 2030"، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – بهدف تنويع مصادر الدخل، وتعزيز جودة الحياة، وإبراز مكانة المملكة كقوة ثقافية وحضارية.

وخلال سنواتٍ قليلة، استطاعت الهيئة أن تُحدث تحولًا غير مسبوق في مشهد الترفيه السعودي، وتنقل المملكة إلى مصاف الدول الرائدة في الصناعات الثقافية والترفيهية، مما أعاد تشكيل الواقع الاجتماعي، وفتح آفاقًا غير محدودة أمام الإبداع والاقتصاد الوطني.

وقد جاءت هذه الطفرة النوعية امتدادًا لتوجيهات القيادة الرشيدة، وتجسيدًا حيًّا للرؤية الطموحة التي رسم ملامحها سمو ولي العهد – أيده الله – حيث تولّى معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ رئاسة الهيئة العامة للترفيه، فكان ربان المرحلة ومهندس التحوّل، ينقل تطلعات القيادة من الورق إلى الواقع، ويحوّل الترفيه من مفهوم تقليدي إلى صناعة متكاملة تنبض بالإبداع وتزخر بالفرص.

تحت رئاسته، لم يكن الترفيه مجرّد ترويح، بل أصبح رافدًا اقتصاديًا، وجسرًا ثقافيًا، ومنصةً تُعبّر عن روح الوطن المتجددة، وتمنح المواطن والمقيم والزائر تجربة استثنائية، تليق باسم المملكة ومكانتها.

مواسم السعودية.. نافذة الفرح المتجددة

من أبرز إنجازات الهيئة إطلاق "مواسم السعودية"، وعلى رأسها موسم الرياض، الذي بات علامة فارقة على خارطة الفعاليات العالمية، وجذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم. وقدّم الموسم فعاليات نوعية شملت الحفلات الموسيقية، والعروض المسرحية، والمهرجانات، والأنشطة الرياضية، والمدن الترفيهية، والمطاعم العالمية، والتجارب التفاعلية التي شكّلت نقلة في مستوى الترفيه الإقليمي.

كما انطلقت مواسم أخرى في جدة، والمنطقة الشرقية، والعلا، وغيرها، مما أسهم في تنشيط السياحة الداخلية، وتوزيع الفعاليات على مختلف مناطق المملكة، وتعزيز اقتصاد المدن.

التأثير الاقتصادي والاجتماعي

أحدثت  الهيئة العامة للترفيه  نقلة نوعية في موقع الترفيه كقوة اقتصادية فاعلة في المشهد الوطني، حيث أسهمت الفعاليات والمواسم الكبرى في خلق مئات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وشجّعت حركة الاستثمار المحلي والأجنبي في هذا القطاع الواعد، ودعمت المحتوى المحلي والمنتجات الإبداعية السعودية التي باتت تحظى بحضور متزايد في الفعاليات والمناسبات، كما ساهمت في جذب عشرات الملايين من الزوار من داخل المملكة وخارجها، مما عزز من مكانة المملكة كوجهة إقليمية وعالمية للترفيه.

أما على الصعيد الاجتماعي، فقد كان الأثر عميقًا وملموسًا؛ إذ أسهمت الفعاليات المتنوعة في تقوية الروابط الأسرية، وتقديم نماذج جديدة من الحياة الثقافية والترفيهية، وفتح آفاق رحبة أمام الشباب السعودي للإبداع والمشاركة في مجالات الفن والإنتاج والتنظيم والتسويق، في مشهد يعكس حيوية المجتمع ويعزز من تلاحمه وتطلعه نحو المستقبل.

استقطاب عالمي وتمكين وطني

نجحت الهيئة في استقطاب كبار النجوم والفعاليات من مختلف دول العالم، من عروض WWE إلى سباقات الفورمولا، ومن الحفلات الموسيقية العالمية إلى أكبر التجارب السينمائية والتفاعلية.

وفي الوقت ذاته، حرصت الهيئة على تمكين الكفاءات الوطنية، عبر إنشاء أكاديميات تدريب، وبرامج دعم المواهب، وفرص العمل التطبيقي. كما أطلقت مبادرات لتوطين صناعة الترفيه، ورفعت من مشاركة السعوديين في جميع مستويات التنظيم والإبداع.

الترفيه بوصفه صناعة وطنية

أعاد معالي المستشار تركي آل الشيخ تشكيل مفهوم الترفيه، ليصبح أحد مكونات الاقتصاد الإبداعي، ورافدًا من روافد التنويع الاقتصادي، حيث تحوّل الترفيه إلى صناعة قائمة بذاتها، ذات بنية تحتية، وموارد بشرية، ونماذج استثمارية، وشراكات دولية.

ويُنتظر أن يشهد القطاع في السنوات المقبلة مزيدًا من التوسع في المشروعات الكبرى، مثل المدن الترفيهية، والمسارح الوطنية، والمراكز المتخصصة، بما يعزز حضور المملكة كمركز إقليمي لصناعة الترفيه والفنون والثقافة.

 الترفيه… ابتسامة وطن ورؤية قيادة

ما حققته  الهيئة العامة للترفيه  لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية قيادية ملهمة، وعمل دؤوب، وفريق وطني آمن بأن الفرح ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية، وحق إنساني.

وبين طموحات لا تعرف الحدود، وخطط تنموية ترسم مستقبلًا مشرقًا، تواصل  الهيئة العامة للترفيه  بقيادة معالي المستشار تركي آل الشيخ مسيرتها، لتكون عنوانًا لبهجة الوطن، ومرآة لروح السعودية الجديدة… سعودية الإبداع، والجودة، والإنجاز.