الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٥ مايو-٢٠٢٥       13970

بقلم- ريم المطيري 

في كل عام، تشهد المملكة العربية السعودية واحدة من أعقد العمليات الإدارية والاتصالية في العالم: (إدارة موسم الحج) ولكن ما يُدهش حقا الطريقة التي تُدير بها المملكة عملية الاتصال خلال الحج، وتحولها إلى أنموذج عالمي في الإنسانية و الاحتراف، والتكامل والدقة.

حين يجتمع أكثر من مليونَي حاج من ثقافات، ولغات مختلفة، تكون احتمالية الارتباك والفوضى عالية جدا لكن المملكة  تُثبت عامًا بعد عام أن لديها نظامًا اتصاليًا وأمنيا وإداريا  عالي الدقة، يبدأ من التنسيق الاستباقي، مرورًا بالتوجيه اللحظي، وصولًا إلى إدارة الرسائل الإعلامية داخليًا وخارجيًا.

وتكامل عمل قطاعات الدولة المختلفة من وزارة  الحج  والعمرة ووزارة الداخلية ووزارة الإعلام والصحة والنقل وغيرها لتحقيق ذات الهدف وهو خدمة ضيوف الرحمن والعمل على توفير سبل الراحة والأمان ليؤدوا مناسكهم بسلام ويعودون لبلادهم سالمين.

 فالرسائل موحدة عبر قنوات متعددة والحملات موجهة و المؤتمرات والتصريحات الرسمية في وقتها المناسب والوسيلة المناسبة تُبث عبر الإعلام المحلي والعالمي.

كما تستخدم  أدوات الاتصال الحديثة بفعالية؛ فالتطبيقات الحكومية، الشاشات الذكية، وحسابات منصات التواصل الاجتماعي، تُستخدم بذكاء للتفاعل الفوري مع الحجاج وإرشادهم، بل وتلقّي التغذية الراجعة منهم، في دورة اتصال مكتملة الأركان.

النجاح الاتصالي ليس صدفة: بل رؤية مدروسة

فنجاح المملكة في إدارة  الحج  اتصاليًا جاء  نتيجة رؤية استراتيجية ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.

الحج ليس عبادة فقط بل أكبر أنموذج للإدارة والاتصال المنظّم، بل رسالة ترسلها المملكة إلى العالم كل عام: “نحن جاهزون وفخورون باحتواء ورعاية ملايين البشر في نفس الوقت والمكان بمهارة وحب وفخر واقتدار".