

بقلم- أحمد صالح حلبي
خلال زيارته للصالة المخصصة لـ " مبادرة طريق مكة " في مطار سوكارنو هاتا الدولي بالعاصمة الاندونيسية جاكرتا ، اطلع الرئيس الإندونيسي، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا فيصل بن عبدالله العامودي، ووزير الشؤون الدينية الإندونيسي السيد نصر الدين عمر، على سير العمل في صالة المبادرة في مطار جاكرتا الدولي، واستمع إلى شرح عن الإجراءات المنفذة لتسهيل وتيسير رحلة ضيوف الرحمن، وتسريع إنهاء إجراءاتهم في وقت قياسي، بما يسهم في تحقيق أعلى مستويات الكفاءة في تقديم الخدمات لهم، وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
وزيارة الرئيس الاندونيسي، وإشادة الحجاج المستفيدين منها، تعيد للأذهان قصة بداياتها الأولى حينما أطلقت عام 2017 كواحدة من مبادرات وزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ يوم الأربعاء 24 من شهر رمضان المبارك 1440هـ، كأحد برامج تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، وكانت مقتصرة على ألف وخمسمائة حاج من حجاج ماليزيا، مستهدفة تقديم خدمات مميزة للحجاج من خلال إنهاء إجراءاتهم من بلدانهم، من خلال مشاركة كل من وزارة الخارجية، وزارة الصحة، وزارة الإعلام، وزارة الحج والعمرة، الهيئة العامة للطيران المدني، هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، المديرية العامة للجوازات، الهيئة العليا للبيانات والذكاء الاصطناعي، برنامج خدمة ضيوف الرحمن، شركة علم، حيث يتم إصدار التأشيرة إلكترونيًا وأخذ الخصائص الحيوية، وإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصول الحجاج لاي من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، أو مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة يتم دخولهم عبر مسارات خاصة، تشعرهم كأنهم ركاب قادمون من رحلة داخلية لينتقلوا مباشرة إلى حافلاتهم للتوجه لمكة المكرمة، أو مقار سكنهم بالمدينة المنورة، دون الحاجة لإنهاء أي إجراء، أو الانتظار لاستلام أمتعتهم التي يتم نقلها مباشرة مقار سكنهم.
وأدى نجاح التجربة الأولى في عامها الأول إلى العمل على التوسع في تطبيقها كخطوة ثانية في دول جنوب شرق آسيا، فتم تطبيقها عام 2018 على جميع حجاج ماليزيا وإدخال حجاج اندونيسيا ضمن المبادرة، فيما شهد عام 2019 م تطبيق المبادرة في دول جنوب آسيا، فتم تطبيقها على حجاج باكستان وبنجلاديش، وبذلك تكون المبادرة قد طبقت على حجاج جنوب، وجنوب شرق آسيا.
ونتيجة لجائحة كورونا وعدم قدوم حجاج من خارج المملكة خلال عامي 2020 م، و2021 توقفت المبادرة ثم عادة للتطبيق عام 2022 م، بإضافة المملكة المغربية كأول دولة من شمال افريقيا، وفي عام 2023 م تمت إضافة كل من تركيا كدولة من آسيا وأوروبا، وكوت ديفوار ـ ساحل العاج ـ.
وبهذا تصبح المبادرة مطبقة في أحد عشر مطارا بسبع دول هي: ماليزيا، وإندونيسيا، وباكستان وبنجلاديش، والمغرب، وتركيا، وكوت ديفوار ـ ساحل العاج ـ، وبلغ عدد الحجاج المستفيدين منها منذ انطلاقتها حتى حج العام الماضي قرابة (940,657) حاجاً.
وإن كانت المبادرة قد قدمت خدماتها في أحد عشر مطارا بسبع دول، فإن المتابع لخدمات الحج والحجاج يلحظ أن هناك عدة دول عربية وإسلامية تسعى لتطبيق المبادرة على أراضيها بعد أن أدركت قيمة التسهيلات التي يحصل عليها مواطنوها في رحلة حجهم، وهو ما يعني أن نجاحها لم يؤدي لاستمرارها فقط، بل فتح المجال للمطالبة بتنفيذها بدول أخرى.