بقلم - أحمد الرفاعي:

يشهد قطاع التعليم تحولًا جذريًا في ظل الثورة الصناعية الرابعة، حيث بات الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا متزايدًا في إعادة تشكيل أساليب التعليم التقليدية. وفي الولايات المتحدة، ظهرت نماذج تعليمية جديدة تستند بشكل كبير إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي،

مثل تجربة أكاديمية “Unbound” في ولاية أريزونا، التي تقدم التعليم للطلاب دون وجود كادر تعليمي بشري مباشر
تجربة أكاديمية Unbound: نموذج تعليمي بلا معلمين في ديسمبر 2024، وافق مجلس  المدارس  المستقلة في ولاية أريزونا على افتتاح أكاديمية “Unbound”، وهي مدرسة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي في تقديم المناهج الدراسية للطلاب من الصف الرابع حتى الثامن. يعتمد النموذج على تخصيص ساعتين يوميًا للتعلم الأكاديمي عبر منصات مثل IXL وKhan Academy، حيث تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بتحليل أداء الطلاب وتقديم محتوى مخصص يتناسب مع مستوى كل طالب. بعد الانتهاء من الجلسات الأكاديمية، يشارك الطلاب في ورش عمل تركز على مهارات الحياة مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتواصل الفعّال، تحت إشراف “مرشدين” بدلاً من معلمين تقليديين.
تأثير الذكاء الاصطناعي على جودة التعليم تقدم مدارس الذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد التي تعزز جودة التعليم، منها: – التعلم المخصص – تحليل فوري للبيانات – إتاحة التعليم للجميع – تحفيز الإبداع والتفكير النقدي
كفاءة الإنفاق: نظرة اقتصادية مستقبلية في ظل التكاليف المتزايدة لتشغيل المؤسسات التعليمية، فإن التحول إلى نماذج تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في: – تقليل النفقات التشغيلية – تحسين العائد على الاستثمار في التعليم – تسريع وتيرة التطوير المهني

تطبيق النموذج في المملكة العربية السعودية في إطار رؤية المملكة 2030، فإن تطبيق نموذج مدارس الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون خطوة استراتيجية للأسباب التالية: – دعم التحول الرقمي – رفع كفاءة الإنفاق الحكومي – مواكبة التطور العالمي – توسيع فرص التعليم في المناطق النائية
خاتمة: الانتقال من  المدارس  التقليدية إلى مدارس الذكاء الاصطناعي ليس مجرد خيار تقني، بل هو تحول استراتيجي يمكن أن يعيد صياغة مفاهيم التعليم، ويرتقي بجودته، ويضمن كفاءة الإنفاق. وإذا ما تم تبني التجربة الأمريكية بما يتوافق مع الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمملكة العربية السعودية، فإن المستقبل يحمل فرصًا واعدة لتعليم أكثر ذكاءً، وشمولًا، واستدامة.
جميع الحقوق محفوظة للكاتب