الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٤:٢٨ م-١٧ ابريل-٢٠٢٥       32340

بقلم- د. فضة سالم العنزي
أستاذ الدراسات الإنسانية المشارك كلية العلوم والمهن الصحية

في أجواء مفعمة بالأمل والفخر، شهدت  جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية  التابعة لوزارة الحرس الوطني تخريج الدفعة الثانية والعشرين من طلابها وطالباتها، وهي مناسبة تتزامن مع الاحتفال بمرور عشرين عاماً على تأسيس هذا الصرح العلمي الشامخ الذي أصبح منارة للعلم والمعرفة في وطننا الغالي تحت شعار "جامعة لصحة وطن".

خلال تسعة عشر عاماً من مسيرتي الأكاديمية، شهدت ثمانية عشر حفل تخرج، وفي كل مرة أعيش شعوراً استثنائياً مختلفاً تماماً، إنها لحظات مدعمة بالفرحة والبهجة والسرور، تأسر ناظري وقلبي على حد سواء، أتأمل وجوه طالباتي وأبنائي الخريجين، وقد غيرت الفرحة ملامحهم تماماً، وكأنني ألتقيهم للمرة الأولى بتلك الابتسامات المشرقة التي ترسم على وجوههم لوحة من السعادة الخالصة، في كل خريج وخريجة، أرى ابناً من أبنائي، فتزداد فرحتي بهم وينبض قلبي بشدة وتنسكب دموعي فرحاً وفخراً بما حققوه من إنجاز.

تخفق نبضات قلبي وتتسارع أنفاسي حين أشاهد الأهالي - الآباء والأمهات خصوصاً - وهم يشاركون أبناءهم لحظات التتويج بعد سنوات من الجد والاجتهاد، لا أمنع لساني من تهنئتهم وأحياناً أقبّل رؤوس بعضهم عرفاناً بفضلهم، فهم أصحاب الجميل الأول ومن يستحقون هذه الفرحة بكل جدارة واستحقاق.

لقد عاصرت هذه الجامعة منذ بداية تشييد مبانيها الشاهقة، وشهدت نموها وتطورها عاماً بعد عام، حتى أصبحت صرحاً تعليمياً يُشار إليه بالبنان، ما يبهرني دوماً هو الدعم اللامحدود الذي تقدمه قيادات الجامعة وأصحاب القرار وصناع التغيير فيها، فهم مهندسو فرحة التخرج المكتملة الأركان التي أعيشها في كل عام، والتي يزداد إعجابي بها ويتعاظم مع مرور الوقت.

تميّز حفل هذا العام بإقامته في ملعب الجامعة الرياضي الفسيح والمجهز بالكامل، بفضل مجهودات عمادة شؤون الطلاب ممثلة بوحدة الخريجين، وكأن الطبيعة أرادت أن تشاركنا فرحتنا، فأكرمنا الله بنسائم هواء باردة وجميلة أضفت على الأجواء سحراً خاصاً، ليكتمل مشهد الفرح والسعادة والبهجة.

تخرّج طلابنا وطالباتنا في هذا العام يحمل في طياته رمزية خاصة، فهو يتزامن مع مرور عشرين عاماً على تأسيس الجامعة، عشرون عاماً من العطاء المتواصل، عشرون عاماً من التميز الأكاديمي، عشرون عاماً شهدت تخريج أجيال متعاقبة من الكفاءات الوطنية في المجال الصحي التي تساهم اليوم في بناء نظام صحي متطور لوطننا الغالي.

ما يميز خريجي  جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية  هو اختصاصهم في المجالات الصحية المختلفة، حيث يؤهلهم تعليمهم المتميز ليكونوا رواداً في منصتهم الصحية، حاملين شعار "جامعة لصحة وطن" بكل فخر. إنهم يمثلون مستقبل القطاع الصحي في المملكة، وعليهم تقع مسؤولية كبيرة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال الرعاية الصحية.

لا أجد من الكلمات ما يفي حق شكر وتقدير كل من ساهم في إنجاح هذه المسيرة التعليمية المباركة، بدءاً من قيادات الجامعة وصولاً إلى العاملين فيها على مختلف المستويات، الحمد لله على نعمة وطننا الغالي الذي على أرضه نعانق الأفراح والمسرات، ونصنع المستقبل المشرق لأبنائنا وبناتنا.

إن فرحة التخرج هي فرحة استثنائية في كل مرة تتكرر، وكأنها المرة الأولى، وكأننا وُلدنا لها وبها. إنها لحظات تتجدد معها الآمال، وتتجدد معها العزيمة لمواصلة رسالتنا التعليمية والتربوية السامية.

فألف مبارك لأبنائي الخريجين والخريجات، وألف تحية إجلال وتقدير لهذه الجامعة العريقة التي تستحق كل هذا التميز، وشكراً غير منقطع للعظيمة عمادة شؤون الطلاب على جهودها الاستثنائية، والحمد لله حمداً كثيراً على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى.