

بقلم: أحمد صالح حلبي
قبل أن يهل شهر رمضان المبارك وتزدان الشوارع والطرقات فرحا بقدومه، تكون المساجد قد هيأت ، وروائح العطور قد فاحت بأروقتها، وارتفعت الحناجر قائلة : "اللهم بلغنا رمضان وأعنا على الصيام والقيام وقراءة القرآن".
وبين استعدادات بدأت ومواقع هيأت يقف الشعراء كغيرهم فرحين بقدوم رمضان منظمين قصائدهم ، فرمضان فرصة لهم للتغني بجمال الكلمات وبلاغة الألحان فهذا شاعر يقف قائلا:
رمضان أقبل يا أولي الألباب
فاستقبلوه بعد طول غياب
عامٌ مضى من عمرنا في غفلةٍ
فتنبهوا فالعمر ظل سحاب
وتهيّؤوا لتصبرٍ ومشقةٍ
فأجور من صبروا بغير حساب
الله يجزي الصائمين لأنهم
من أجله سخروا بكل صعاب
لا يدخل الريان إلا صائمٌ
أكرم بباب الصوم في الأبواب
فيما يستبشر الشاعر المكي حسين عرب بقدومه ويقول :
بشرى العوالم أنت يا رمضان
هتفت بك الأرجاء والأكوانُ
لك في السماء كواكب وضاءة
ولك النفوس المؤمنات مكانُ
بينما نجد شاعرا آخر يردد قائلا: "
جاء الصوم فجاء الخير أجمعه
ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح
فالنفس تدأب في قول وفي عمل
صوم النهار وبالليل التراويح
أما أبو العلا المعري فيوضح فضل رمضان بقوله :
ما الخير صوم يذوب الصائمون له
ولا صلاة ولا صوف على الحسد
إنما هو ترك الشر مطرحا
ونفضك الصدر من غل ومن حسد
وينقل الشاعر محمد حسن فقي صورا جميلة من صور رمضان فيقول :
قالوا بأنك قادم فتهللت
بالبشر أوجهنا وبالخيلاء
لم لا نتيه مع الهيام ونزدهي
بجلال أيامك ووحي سماء
ويختتم شوقي فرح الشعراء برمضان بقوله :
رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي
مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ
ما كانَ أَكثَرَهُ عَلى أُلّافِها
وَأَقَلَّهُ في طاعَةِ الخَلّاقِ
اللَهُ غَفّارُ الذُنوبِ جَميعِها
إِن كانَ ثَمَّ مِنَ الذُنوبِ بَواقي
فاللهم كما بلغتنا رمضان، فبلغنا ليلة القدر وقبول صيامنا وقيامنا، وأغفر ذنبونا.
ashalabi1380 @