الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٦ فبراير-٢٠٢٥       16445

بقلم: سعيد بن عبدالله الزهراني

الشبارة كلمة كانت دارجة في الزمن القديم، حيث يقوم بعض الناس بالمرور على غيرهم متنقلين هنا وهناك من اجل الحصول على المال لفك ضائقة او سد جوع . وفي المعاجم: شبره مالاً وأشبره. يعني أعطاه..

المتشبرون إن صح التعبير في ذلك الوقت كانوا يعانون ويمرون على المجتمعات من اجل المساهمة في تفريج كربهم لضيق ذات اليد..كانوا يتنقلون بصعوبة بالغة على الاقدام والدواب وفي حال وصولهم الى القرية المستهدفة يحلون ضيوفا على حكيم القرية والتعريف بأنفسهم واهدافهم ,وقد يكون احد المتشبرين معروفا لدى الحكيم ,حتى يثق فيهم ويزكيهم في القرية..

في زمننا الحاضر تحول بعض وجهاء المجتمع إلى ممارسة هذه المهنة القديمة ..لا لسد حاجة وإنما لجمع الأموال من اجل انقاذ قاتل مقابل ملايين الريالات. يتنقلون من هنا وهناك راكبين افخم السيارات والبشوت الزاهية من اجل جمع مايمكن جمعة من أموال للمساهمة مع مجتمعه في جمع الديات المليونية لإنقاذ هذا او ذاك..لدى اغليهم هدف رئيسي ان يقال فلان وجماعته قاموا بعمل جبار من خلال احضار مبالغ ضخمة كمساهمة في هذا العمل الذي يعتبرونه بطوليا ..

يقول لي بعض المتضررين من جمع مبالغ الديات المليونية ,لقد اصبح الأمر مزعجا كون قطات ديات القتل أصبحت تطاردنا ليلا ونهارا من خلال قيام "السماسرة"وبعضهم من وجهاء المجتمع بمطاردتنا في بيوتنا وإحراجنا من اجل الحصول على المبالغ المطلوبة ,ويضطر الشخص بالفعل الى تقديم بعض المبالغ على حساب اسرته ونفسه وامكانياته المادية للخروج من الإحراج ,وحتى لايقال فلان شاذ عن جماعته..

هذه التصرفات تحتاج شجاعة من المجتمع للوقوف ضدها وعدم السماح للمتصدرين بالقفز عليهم في سبيل تحقيق نصر شخص لبعض الوجهاء يكسب من خلالها السمعة والحضور في صدارة المجالس وبقية المجتمع يدفعون أموالهم بسيف الحياء..

الغريب ان اغلب من يسعون الى جمع الديات المليونية الضخمة.. سياراتهم فخمة وبيوتهم قصور, ولهم حضور كبير في كافة مناسبات التي تتطلب التخطيط لجمع الأموال ..شعارهم المساهمة عتق رقبة بالرغم ان هذا المسمى غير صحيح في وقتنا الحالي؟