الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٩:٥٢ ص-٠٤ فبراير-٢٠٢٥       17545

بقلم-أحمد صالح حلبي 

حينما أعلنت مؤسسة بينالي الدرعية ، عن افتتاح النسخة الثانية من  بينالي الفنون الإسلامية  2025  ، بصالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في مدينة جدة ، تحت عنوان وما بينهما {ليذكرنا بقول الحق تبارك وتعالى} مَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ {وقوله تعالى}رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا .

بدأت خطواتي لزيارة المعرض والتعرف على نسخته الثانية التي شهدت مشاركة أوسع من المؤسسات المحلية والخارجية ، فجمع أعمالا " مُعارة من أبرز المؤسسات العالمية المتخصصة في الفنون الإسلامية، من تونس إلى طشقند، ومن تمبكتو إلى يوغياكارتا " . 

وأعمالاً فنية من مؤسسات كبرى مثل متحف اللوفر (باريس)، ومتحف فكتوريا وألبرت (لندن)، بالإضافة إلى مجموعات متخصصة في الفنون والثقافات الإسلامية قادمة من معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية (تمبكتو)، ومتحف الفن الإسلامي (الدوحة)، والمعهد التركي للمخطوطات (إسطنبول)، كما يجمع البينالي مؤسسات بارزة من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وهي مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي – إثراء (الظهران)، ومجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية (المدينة المنورة)، ومكتبة الملك فهد الوطنية (الرياض)، وأعمالاً فنية معاصرة لأكثر من 30 فناناً من المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومختلف أنحاء العالم . 

ومعرض يضم مثل هذه المقتنيات والأعمال لابد أن تكون أقسامه موزعة بشكل جيد ، وهذا ما رأيته فعلا فهو يتألف من سبعة أقسام فريدة (البداية، المدار، المقتني، المظلّة، المكرّمة، المنوّرة، والمصلّى)، تتوزع عبر صالات عرض ومساحات خارجية، تمتد على مساحة 100,000 متر مربع، حيث صُمم المشهد العام للمعرض عبر شركة الهندسة المعمارية الدولية OMA.

اما المحتويات فإن كانت ثرية بالعلوم والمعرفة، فإنها ناقلة لحضارات قديمة وأخرى جديدة من خلال مشاركة أكثر من 30 مؤسسة دولية كبرى من المملكة العربية السعودية، وفلسطين، مصر، عمان، قطر، تونس، الكويت، أوزبكستان، الدنمارك، فرنسا، اليونان، إندونيسيا، إيطاليا، مالي، البرتغال، إسبانيا، تركيا، المملكة المتحدة، الأردن، والولايات المتحدة ، أوجدت  أكثر من 500 قطعة تاريخية إسلامية وعمل فني معاصر، ومجموعة واسعة من التحف التاريخية الإسلامية وأعمال الفن المعاصر تجتمع كلها تحت مظلة واحدة ، ومن خلال الصالات يستطيع الزائر الاطلاع على القطع الفنية ، التي جمعت بين التحف التاريخية الإسلامية والأعمال الفنية  المعاصرة . 

وتزامنا مع الذكرى المئوية الأولى لإنشاء مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة الذي أنشئ منتصف عام 1346هـ باقتراح من الشيخ عبد الرحمن مظهر حسين الانصاري، يشاهد الزائر عرضا كسوة الكعبة المشرفة بالكامل ، متضمنا تعريفاً بها ، وتطورها عبر المراحل التاريخية ، وما يرتبط بها من فنون ونقوش ومهارات حِرفية ومعارف ، وإلى جانب كسوة الكعبة المشرفة، هناك  مجموعة من التحف التاريخية الإسلامية ومنها مفتاح الكعبة المشرفة القديم . 

وإضافة لمحتويات المعرض فهناك برنامجًا ثقافيًا يتضمن سلسلة من الفعاليات ، تشمل محاضرات، وورش عمل، ومبادرات مجتمعية، وندوات، كما تتضمن البرامج الافتتاحية مبادرات منها بينالي بعد المدرسة، وبينالي بعد العمل، بهدف استكشاف الفنون من خلال ورش عمل تطبيقية خلال أيام الأسبوع، مما يعزز الإبداع والتأمل.