الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٤:٣٩ م-٠٤ يناير-٢٠٢٥       38665

بقلم: الدكتور: بدر الحسين
المملكة العربية السعودية لا تُسيِّرُ جسرا جويًّا من المستلزمات الغذائية والطبية إلى الشعب السوري فحسب، بل تمدُّ جسورا من الأخوَّة والمحبة المفعمة بالودِّ والدفء. وهي بذلك ترسم الابتسامات على الوجوه، وتُضيء شموع الأمل في سماء  سوريا  الغالية.
وإنَّ هذه اللفتة الطيبة تعزز أواصر الأخوة الضاربة في أعماق التاريخ مع الشعب السوري، وتُعبِّر عن مكانة المملكة، وقِيمها الإنسانية الراسخة، ومبادئها الراقية، وتجسِّد أيضا دورها الريادي البارز وحضورها المؤثِّر على المستويين الإقليمي والعالمي في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.  
هذا هو دأب الأوفياء وهذا ديدنهم، فهم لا ينتظرون أن يُطلَب منهم، لكنهم يُبادرون بالبَذل والعطاء، ويجودون بالغالي والنفيس. وفي المواقف الصعبة يظهر الأوفياء الكُرماء؛ فيعبِّرون أجمل تعبير عن أسمى معاني الشهامة والمروءة التي تعكس أصالتهم، وتعبِّر عن رسوخ القيم النبيلة في نفوسهم النديَّة.
نعم، هذا هود دأبُ الرائعين، وهذا هو صنيعهم المحمود، تتوقَّع منهم زهرةً فيُقدّمون لك حديقة غنَّاء، وتنتظر منهم التفاتةً فيُقبلون إليك بكل ما تحمله نفوسهم من خيريَّة وجود.
بكل الحب ومن القلب شكرا للسعودية العظمى، شكرا للأصلاء الذين يُزيِّنون الدنيا بمواقفهم النبيلة، ويُضفون عليها مسحةً من جمال، وهمسةً من حنان، ورونقا من البهجة والحُسن الآسر.
شكرا للأصلاء الذين هم بمنزلة الظل الوارف وقت الهجير، وبمنزلة النهر المعطاء الذي يجري في القفار فيعمرها بالخصب والنماء.
شكرا من القلب للسعودية حكومة وشعبا على مواقفهم الإنسانية المشرِّفة في دعم الشعب السوري الذي عانى لسنوات طويلة من الظلم والإقصاء والتهجير والشَّتات، والابتعاد عن ركب النهضة المتسارعة التي يشهدها العالم في العصر الراهن.
شكرا من القلب للشعب السعودي الرائع على تضامنه معنا، ومشاركتنا الفرحة بالخلاص من نظام مستبد غاشم. شكرا للشعب السعودي الأصيل على المشاعر الصادقة التي تعبِّر عن صدق الأخوَّة، وعُمق الروابط، واتِّساق الرؤى، ووحدة المصير.
نعم إنها مملكة الإنسانية التي تضرب أروع الأمثلة في مدّ يد العون للشعب السوري المكلوم، وتغرسُ في طريقه الأمل، وتنشر في فَضاءاته التفاؤل بمستقبل أفضل وغد أجمل.
في الحقيقة، تقفُ الكلمات عاجزةً عن التعبير عمَّا يتلجلج في صدري وصدر كل سوري من عرفان وامتنان للمملكة العربية السعودية مملكة الإنسانية نظيرَ مواقفها المشرِّفة.
وفي الختام، أتمنى للمملكة العربية السعودية دوام الازدهار والتقدم على الصُّعد كافة، وأتمنى لحكومتنا التوفيق والنجاح الدائم، وأسأل الله أن يُجري على أيديهم النَّفع للشعب السوري، والارتقاء بسوريا نحو ذرى الريادة.