الكاتب : النهار
التاريخ: ٠١:١١ م-٢٤ ديسمبر-٢٠٢٤       18755

بقلم-عيسى الحكمي

أكبر المتشائمين لم يكن ينتظر أو يتوقع خروج  المنتخب السعودي  (الأخضر) خاسرا المباراة الافتتاحية له في خليجي 26 ،لكن الواقع جاء بهذه النتيجة ،فقد خسر الأخضر 2-3 وأصبح العنوان الرئيسي لأي حديث في الدورة مثلما كان في الدورات السابقة التي يدخلها بعنوان الترشيح ولكنها في النهاية تدير ظهرها له عدا في 3 نسخ انصفته.

الخسارة ليست حدثا غريبا في كرة القدم ،ولكن قدر الكبار دائما أن الهزيمة ممنوعة في قاموس جماهيرهم ،وعثرة اليوم تجب انجاز الأمس ،لهذا نشاهد منذ بدأ  المنتخب السعودي  رحلة التراجع وتحديدا بعد انتهاء كأس العالم 2022 والتساؤلات المنطقية مركزة حول سؤال واحد .. ما هي مشكلة المنتخب السعودي؟

الإجابات تختلف بحسب الطرح والعمق الفني والتحليلي والفكرة وحتى الميول المتشبث بلون النادي المفضل ،فالكل يأخذ الأمر من زاويته دون وضع لواقع الكرة السعودية الآن وأنها تتلمس طريق العودة من خلال مشوار بناء صعب وطويل في ظل المتغيرات (دوري عالمي ،تجدد الأجيال ، نوعية اللاعبين).

الجميع يتفق بأن دقائق اللعب للاعبي المنتخب في أنديتهم قليلة في ظل معادلة 8+ 3 في الملعب ،ولكن هناك حقيقة .. تراجع الأداء سبق هذه القاعدة ،وأن الكرة السعودية بالفعل لم تستطع تعويض نجومها المعتزلين ، كالهداف الأسطوري ماجد عبدالله ،ومن جاء لخلافته في المركز كعبيد الدوسري وطلال المشعل في الهجوم ، أو أجنحة كمحيسن الجمعان ويوسف الثنيان ، كما لم تقدم الأندية (مصنع اللاعبين) عناصر في خط الوسط  بمواصفات بدنية وتكتيكية كأحمد الصغير وفهد الهريفي وصالح خليفة وصولا إلى سلمان الفرج ،ولا قائدا بشخصية صالح النعيمة وفؤاد أنور أو مدافعا بشراسة أحمد جميل ،وظهيرا بإمكانات محمد عبد الجواد ولا بذكاء وروح حسين عبدالغني ،ولا لاعبا (مدفعجيا) بقوة سعيد العويران.

الأمر الأخر والمثير أكثر للتساؤل هل يجلب الاتحاد السعودي لكرة القدم مدربين يتناسبون مع المرحلة لقيادة الأخضر ؟

قد نتفق على الفرنسي إيرفي رينارد في مرحلته الأولى ، ومن قبله الهولندي مارفيك استنادا إلى وصولهم بالمنتخب إلى نهائيات كأس العالم 2018 و2022 ،ولكن ماذا عن البقية أمثال أنطونيو بيزي وروبرتو مانشيني وعودة رينارد والقائمة تطول ،اليس الاختيار للمدير الفني للأخضر مشكلة عائمة وتستحق الدراسة؟!

ختاما .. قد يستفيق الأخضر أمام اليمن والعراق ويحقق حتى كأس خليجي 26 ،وفي نفس الوقت قد يستمر مسلسل الانهيار وتستمر النتائج السلبية ،ولكن هل اتحاد الكرة مستعد لجميع السيناريوهات ولديه خطة لإنعاش المنتخب قبل حلول المراحل المتبقية من تصفيات كأس العالم 2026 أم ينتظر نتائج كأس الخليج ليبدأ التحرك بمبدأ ردة الفعل لا أكثر ؟!.