

إيمان حماد الحماد
بقلم - الدكتورة إيمان حماد الحماد
يقابلنا في الحياة الكثير من الشخصيات، من مختلف الثقافات، ومع اختلاف العادات، وتفاوت القدرات، حسب العلاقات، والأهداف والغايات، وبتأثير البيئات، تتنوع المعطيات، وتختلف تبعا لها المنتجات، فهناك من نشك بأمرهم، وهناك الثقات، ومنهم من نسعد بهم، ومنهم من كانت اللحظات معهم مزعجات، والتعامل معهم فرضاً لمصلحة، ولم يكن ضمن الاختيارات، وبمجرد أن ننتهي منهم ننساهم، ونكمل مع الباقي بكل ثبات، فهم الأساس، وهم الصحب، وبهم تحلو الحياة.
ومع كل هؤلاء يجب التعامل، فلا ينفع تجنب ولا تخاذل، ولا تهميش ولا تكاسل، ولا تأجيل ولا تحامل، كلٌ حسب حاجته، يقوم بدوره، بلا تفويض أو تبادل.
وأحيانا نفقد السيطرة، وأحيانا نجد القدرة على أن نجامل، ولكن مع كل ذلك الزخم بالعلاقات، وتداخل المصالح التي تتحكم بها الضرورات، وكثرة المفاجآت التي تتكون منها العقبات، مما يجعلنا نرى الحياة مليئة بالمطبات، والسير بها يُربِك الخطوات، ويُسبب العثرات، فلا السرعة أو التسرع سيفلح، ففي ذاك تتوالد التهديدات، ولا التباطؤ أو الوقوف سينجح، ففي ذاك تتزايد التعقيدات، ولا الرجوع أو اليأس سيُسْمح، ففي ذاك تتباعد الأهداف والأمنيات، وتصبح أقرب إلى المستحيلات.
فلن نصل إن لم نَسِر، ولن ننل إن لم نُصِّر، فكل هدف نجاحه محكوم بحجم خطواتك إليه، وكل نجاح صيده محسوم بسهمٍ أطلقته من كنانتك عليه، وكل حلم تحقيقه محتوم بقوةٍ ورغبة تسوقه إليك وتجذبه من راحتي.
والأشخاص من حولنا كالمحركات، للطاقة مولدات، ولحضورهم مذاق ونكهات، حلو كالقهوة التي سكرها زيادة، ومرٌّ كمثلها تأتيك سادة، وما تعتدل به المزاجات حين تكون موزونة وتلك للبعض عادة.
فمنهم من يعطيك من عزمه عزما، ومن تشجيعه دعما، ويرافقك عونه يوما فيوما، مما يجعل الإخفاق وَهمَا.
ومنهم من يتصنع ظُرفا، ويملؤك خوفا، ولا يفقه نحوا ولا صرفا، كديكٍ والرأس عُرفا.
ومنهم من لا ترجو خيره، ولا تأمن شره، وتخاف غدره، فتظل منه حذرا، تراه بالعين خطرا.
فاختر صحبك كما تزن قهوتك، وعش معهم بسعادة، فهم للحياة سكر زيادة.
ومن يلازمك أذاه، فاجعله خلفك وتعدّاه، وحاذر، فلا تُعِد معه الكرّة، فإن غادر اكسر خلفه جرّة، فبه الحياة مُرّة، مثلها قهوتك سادة.
اللهم زد وبارك من طباع البعض، وللبعض في طباعهم نرجو الإبادة، ولتبقَ أرواحهم، ربما نطلب إعادة، حيث للإصلاح دور، إن بدت معه الإرادة، كان بالعودة إفادة، إن رمى الشخص عناده.
وتلك هي خلاصتي يا سادة، من فعلها؛ يستحق بنا السيادة.
الكاتبة: بنت النور - @bentalnoor2005

