

بقلم - لولا رحمانباييفا
وباعتبارها دولة تتمتع بموارد طبيعية فريدة وتراث ثقافي غني، فإن أوزبكستان تدرك بشكل متزايد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات نشطة في مكافحة تغير المناخ. وتتخذ البلاد عددًا من التدابير والمبادرات الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والخضراء، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في الجهود العالمية للتخفيف من آثار تغير المناخ.
أهداف ومقاصد "استراتيجية أوزبكستان 2030" في مجال التنمية الخضراء
في سبتمبر 2023، اعتمدت الدولة استراتيجية "أوزبكستان - 2030"، والتي تعكس 5 أفكار رئيسية. أحدها مخصص لخلق الظروف البيئية المواتية للسكان.
ومن بين الأهداف ذات الأولوية للاستراتيجية في مجال البيئة:
- توسيع المشروع الوطني "ياشيل ماكون" ("المساحة الخضراء") من خلال زراعة 200 مليون شتلة شجرة سنويا ورفع مستوى تجميل المناظر الطبيعية في الجمهورية إلى 30 بالمائة؛
- توسيع مساحة الغابات من خلال إنشاء 26.2 ألف هكتار من زراعة الغابات المحمية، وزراعة صندوق الغابات في المناطق الجبلية والسفوحية، ورفع مساحة المزارع الغابوية في الدولة إلى 6.1 مليون هكتار، فضلاً عن زيادة حصاد بذور الأشجار والشجيرات بمقدار 840 طناً؛
- استقرار الوضع البيئي في منطقة بحر الآرال من خلال إنشاء 600 ألف هكتار من المساحات الخضراء في قاع بحر الآرال، وبالتالي رفعها إلى 2.6 مليون هكتار في المنطقة بأكملها (80% من المساحة)؛
- الوقاية من التأثير السلبي لتغير المناخ من خلال رفع مستوى الإنذار المبكر من الظواهر الهيدروميترولوجية الخطيرة إلى 100%، واستصلاح 6075 هكتارا من الأراضي المتدهورة نتيجة للتعدين، فضلا عن إنشاء أصناف عالية الغلة من المحاصيل والفواكه والعنب المقاومة لقلة المياه والجفاف؛
- ضمان الحفاظ المستدام على التنوع البيولوجي من خلال التفتيش الحيوي النباتي السنوي لنباتات المراعي الطبيعية وحقول القش على مساحة 2 مليون هكتار، فضلاً عن تعزيز الرقابة على الاستخدام غير القانوني لأشياء عالم الحيوان والنبات، وزيادة الثقافة البيئية والوعي لدى السكان بالتنوع البيولوجي؛
- تحسين جودة خدمات جمع وإزالة النفايات المنزلية الصلبة من خلال رفع حصة النفايات المحروقة إلى 35% وتقليص مكبات النفايات المنزلية بما لا يقل عن 50%.
- التحديث الكامل لتقنيات التلوث في الكيانات الاقتصادية المنتمية إلى فئتي التأثير البيئي الأولى والثانية، وإنشاء وإعادة بناء مرافق الصرف الصحي والمعالجة المحلية في 249 مؤسسة صناعية.
تطوير الإطار المفاهيمي والتنظيمي في هذا الاتجاه
تلعب وزارة البيئة وحماية البيئة وتغير المناخ في جمهورية أوزبكستان دورًا محوريًا في تنسيق وتنفيذ المشاريع والبرامج البيئية. يتم التأكيد على أهمية الامتثال الصارم للمعايير والقواعد المعمول بها في كل مرحلة - من تطوير القوانين التشريعية إلى تنفيذها العملي على أرض الواقع.
خلال العام الماضي، اعتمدت حكومة البلاد أكثر من 10 مراسيم وقرارات تهدف إلى تحسين الحالة البيئية في الجمهورية وحماية البيئة. ومن بينها المراسيم الرئاسية "حول التدابير الرامية إلى ضمان الاستدامة البيئية من خلال زيادة مستوى المناظر الطبيعية في الجمهورية والتنفيذ المتسق للمشروع الوطني "ياشيل ماكون"، و"حول التدابير الرامية إلى تبسيط استخراج المواد غير المعدنية في المسطحات المائية"، و"حول التدابير الرامية إلى تحسين نظام إدارة النفايات والحد من تأثيرها السلبي على الوضع البيئي"، و"حول البرنامج الحكومي لتنفيذ استراتيجية "أوزبكستان-2030" في "عام دعم الشباب ورجال الأعمال"، وقرارات الرئيس "حول التدابير الرامية إلى مواصلة تحسين نظام إدارة الأنشطة في مجال إدارة النفايات المنزلية والبناء"، و"حول التدابير الرامية إلى تسريع تطوير السياحة البيئية في جمهورية أوزبكستان"، وقرارات مجلس الوزراء "حول الموافقة على اللوائح الخاصة بإجراءات تشكيل وتمويل مشاريع "حديقتي"، التي تم تطويرها على أساس الرأي العام"، و"حول الموافقة على قواعد الصيد في المسطحات المائية الطبيعية لجمهورية أوزبكستان" وغيرها.
ومن الجدير بالذكر بشكل منفصل أنه تمت إضافة المادتين 49 و 62 إلى دستور أوزبكستان الجديد في أبريل 2023، مما يعكس حقوق والتزامات الدولة والمواطنين فيما يتعلق بالبيئة.
النجاحات التي تحققت في مجال التنمية الخضراء، بما في ذلك في مجال الطاقة والبيئة، وما إلى ذلك، ومشاركة الشركاء الدوليين.
لقد قطعت أوزبكستان خطوات كبيرة نحو التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر. وتعمل البلاد بنشاط على تنفيذ حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والبيئة وغيرها من المجالات التي تهدف إلى حماية البيئة والاستخدام الفعال للموارد الطبيعية.
تعد الطاقة أحد المجالات الرئيسية للتنمية الخضراء في أوزبكستان. تعمل البلاد بنشاط على تطوير مصادر الطاقة المتجددة. اليوم، يتم بناء محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الحديثة في جميع مناطق الجمهورية تقريبًا. على وجه الخصوص، تم إطلاق 9 محطات كبيرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسعة إجمالية تبلغ 1.6 جيجاواط في بخارى وجيزاخ وقشقداريا ونووي وسمرقند وسرخندريا. تم تشغيل 6 محطات طاقة كهرومائية كبيرة وصغيرة بسعة إجمالية تبلغ 183 ميجاواط في مناطق أنديجان وسمرقند وسرخندريا وطشقند.
كما تم تركيب ألواح شمسية بسعة إجمالية 457 ميجاوات في المرافق الاجتماعية والشركات والمنظمات والمباني المملوكة لرجال الأعمال والمباني السكنية. وخصصت البنوك لهذه الأغراض موارد تقدر بنحو 2 تريليون سوم. ونتيجة لذلك، أصبح من الممكن إنتاج 5 مليارات كيلووات إضافية من الكهرباء الصديقة للبيئة وتوفير 1.5 مليار متر مكعب من الغاز.
كما حققت أوزبكستان نجاحا كبيرا في مجال البيئة. حيث تم إطلاق المشروع الوطني "ياشيل ماكون" ("الفضاء الأخضر") بمبادرة من رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف، والذي ينص على زراعة 200 مليون شتلة شجرة سنويا في جميع أنحاء الجمهورية. وبالتالي، في موسم الربيع لعام 2024 وحده، تم غرس 138.5 مليون شتلة شجرة، أو 110٪ من الخطة. ومن بين هذه الشتلات، تم غرس 5.3 مليون شتلة شجرة على أراضي 1040 مؤسسة صناعية. كما تم إنشاء "أغطية خضراء" على مساحة 215 ألف هكتار في منطقة بحر الآرال. بالإضافة إلى ذلك، تم غرس حوالي 3.4 مليون شتلة وشتلة على أراضي المنظمات الصحية والمدارس ومدارس ما قبل المدرسة.
ومن المهام العاجلة الأخرى للاستراتيجية مراقبة البيئة وتركيب وتحديث معدات تنظيف الغبار والغاز ومرافق معالجة المياه المحلية. وبالتالي، منذ بداية عام 2024، تم إجراء مراقبة بيئية في 3320 مصدرًا للتلوث في 488 مؤسسة. وفي الوقت نفسه، تم تركيب معدات تنظيف الغبار والغاز في 42 مؤسسة كبيرة، وتم بناء وإعادة بناء مرافق المعالجة المحلية في 37 مؤسسة. وتم تزويد 11296 (107 في المائة) من المؤسسات التي لها تأثير على البيئة باستنتاجات التقييم البيئي للدولة.
وفي إطار مكافحة التصحر والجفاف والعواصف الرملية والغبارية وارتفاع درجات الحرارة، يجري العمل على مراحل لمنع الآثار السلبية لتغير المناخ، حيث تم غرس 220 ألف هكتار من الغابات وتجهيز 771 طناً من بذور النباتات الصحراوية وغيرها للنشاط الاقتصادي. ولتحسين الوضع البيئي (لمنع التصحر وهجرة الرمال والمياه وتآكل التربة)، تم إنشاء مزارع غابات واقية على مساحة 140 هكتاراً في المناطق الصحراوية والجبلية وسفوح الجبال. بالإضافة إلى ذلك، تم غرس 2820 هكتاراً من النباتات الطبية والمغذية، وتم حصاد 663 طناً (110%) من المواد الخام للنباتات الطبية والمغذية.
كما تم إطلاق نظام لنشر بيانات مراقبة التلوث البيئي لـ 11 نوعًا من الأرصاد الجوية المائية على بوابة البيانات المفتوحة.
كما تجري أوزبكستان إصلاحات متسقة وفعالة في مجال إدارة النفايات، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسكان، ومكافحة التلوث البيئي. وبالتالي، وفقًا للخطة، سيتم تنفيذ مشاريع إعادة تدوير النفايات والطاقة البديلة وإنتاج الأسمدة العضوية في كل منطقة من مناطق البلاد خلال الفترة 2024-2028 من خلال جذب الاستثمارات. كما سيتم تحديد مؤشرات لإنتاج 2000 ميغاواط سنويًا من الطاقة البديلة من 2.8 مليون طن من النفايات، وإنتاج 1.1 مليون طن من الأسمدة العضوية من 1.3 مليون طن من النفايات عن طريق التسميد، وتشغيل 14 مصنعًا لإعادة تدوير النفايات.
وفي الوقت نفسه، تعمل الدولة بنشاط على رفع الوعي البيئي بين السكان. ويتم تقديم برامج التعليم البيئي في المؤسسات التعليمية، وتنظيم الأنشطة والفعاليات الجماهيرية التي تهدف إلى لفت الانتباه إلى القضايا البيئية. ويلعب الشباب، الذين يشاركون بنشاط في المبادرات والمشاريع البيئية، دورًا مهمًا في هذه العملية.
تعزيز التعاون الشامل وتوحيد دول آسيا الوسطى في مكافحة تغير المناخ
ومن المعروف أن آسيا الوسطى هي واحدة من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات تغير المناخ. ولذلك، فإن أحد الأهداف الاستراتيجية لحكومة أوزبكستان هو الاتحاد مع بلدان منطقة آسيا الوسطى من أجل اتباع نهج أكثر شمولاً لحل هذه القضية.
وفي هذا الاتجاه، تتفاعل أوزبكستان مع دول آسيا الوسطى على مجموعة متنوعة من المنصات، بما في ذلك منظمة الدول التركية (OTS)، ومنظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، والقمم الدبلوماسية "C5 + 1"، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والعديد من المنصات الأخرى.
ومن بين المشاريع الرئيسية في إطار التعاون بين بلدان آسيا الوسطى في مكافحة تغير المناخ مشروع "آسيا الوسطى الخضراء"، الذي يتم تنفيذه بدعم من الحكومة الألمانية وGIZ. ولأول مرة، وفي إطار هذا المشروع، تم تطوير برنامج لآسيا الوسطى للتكيف مع آثار تغير المناخ، والذي يوفر تدابير محددة لمعالجة هذه المشكلة. وبالإضافة إلى ذلك، من المخطط الآن إنشاء أمانة عامة للتنفيذ السليم وفي الوقت المناسب لهذا البرنامج.
وفيما يتعلق بتمثيل منطقة آسيا الوسطى في الأحداث العالمية مثل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، شاركت جمهورية أوزبكستان لأول مرة في إطار مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) بأجنحة وطنية في دبي (الإمارات العربية المتحدة). وأصبحت أجنحة البلاد بمثابة بطاقة عمل وجذبت انتباه الجميع.
وفي الوقت نفسه، نظم المركز البيئي الإقليمي لآسيا الوسطى (CAREC)، بالتعاون مع حكومات دول آسيا الوسطى، وبدعم مالي من المنظمات الدولية للأمم المتحدة، جناحًا إقليميًا لتعزيز الصوت الموحد لدول آسيا الوسطى "5 دول - منطقة واحدة - صوت واحد".
في جناح آسيا الوسطى، قدمت كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان إنجازاتها ونتائجها وآفاقها على منصة واحدة. على مدى 21 عامًا من العمل المشترك، تراكمت لدى بلدان آسيا الوسطى إمكانات هائلة في مجالات التشريع البيئي والتخطيط الاستراتيجي وإدخال التقنيات المبتكرة، وهو ما يمثل ميزة للمنطقة.
ومن الجدير بالذكر أن وزراء البيئة في دول آسيا الوسطى يتفاوضون حاليا بشأن إنشاء مجموعة موحدة من المفاوضين من دول آسيا الوسطى للمشاركة في اجتماعات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهو ما سيكون بمثابة خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز تمثيل المنطقة على الساحة الدولية.
تعريف الكاتبة: لولا رحمانباييفا - مستشارة وزير البيئة وحماية البيئة وتغير المناخ بشأن سياسة المعلومات - السكرتيرة الصحفية