

بقلم - عهدية أحمد السيد
تعود بنا الذاكرة جميعًا هذه الايام إلى مشهد العمائم المزيفة والوعود الباطلة، وإلى الخراب والدمار الذي خلفه الخميني في عام 1979 بخداع الشعب الإيراني بوعود كاذبة وشعارات رنانة عن حقوق الإنسان انتهت بقتل جميع معارضيهم، واستمروا في ذلك حتى يومنا هذا. فهل هذه العمائم المزيفة، التي يفترض أنها ترمز للدين، هي التي تقوم بمثل هذه الأفعال؟ لأن العمامة التي ترمز للدين الحقيقية لا تقبل بمثل هذه الجرائم، ولا تبرر قتل الأبرياء.
وبالرغم من وجود هذه العمائم المزيفة، لا يزال هناك علماء دين شرفاء يرتدون هذه العمائم ويحترمون ما ترمز إليه.
هؤلاء العلماء يمثلون الجانب النقي والراقي من الدين الذي يدعو إلى السلم والأخلاق. لا تزال هذه العمائم تحمل المعاني العميقة التي تربطها بالمبادئ الدينية السامية.
فبينما يحاول البعض استغلال الدين والرموز الدينية لتحقيق مصالح ضيقة مثلما حصل في الأسابيع الاخيرة في بعض مناطق البحرين، يظل هناك من يحترم الدين حقًا ويسعى لنشر قيم التسامح والمحبة والعدالة.
هذه العمائم المزيفة التي يرتديها من يستغل المنابر الدينية في البحرين لا تمثل رمزًا دينيًا، بل مجرد غطاء لأيديولوجية متشددة وإرهابية. هذا الفكر لم يستهدف فقط الشعب الإيراني، بل جاء ليصدر ثورته خارج إيران، وهذا ما قاله الخميني بوضوح في 1979.
بناءً على هذا الفكر،استمر نظام ولاية الفقيه على مدى 45 عامًا في دعم أذرعته وميليشياته في منطقة الشرق الأوسط. وقد طالت البحرين هذه المحاولات منذ 1979، ووقف الشعب البحريني بجميع طوائفه ضد محاولات نظام ولاية الفقيه لزعزعة الأمن والاستقرار في البحرين.
نعود إلى الوراء لنستذكر عام 2011، عندما قامت بعض القيادات التي خدمت الأجندة الإيرانية باستخدام ألفاظ ثقيلة على سمع كل مواطن مخلص لأرضه وحكامه، لنسمع اليوم من يقول "لبيك يا خامنئي" أو "لبيك يا نصر الله" في شوارع البحرين، فمن الطبيعي أن نستعيد تلك الذكريات السوداء ونرفض عودتها.
لكننا في الوقت نفسه، نرى أن وزارة الداخلية تقوم بعمل عظيم في الحفاظ على الأمن والاستقرار، مما يجعلنا نشعر بالاطمئنان.
لكن هذا لا يعني أن هذه المسيرات غير المرخصة لا تثير الاستفزاز، خاصة ان العمائم الزائفة لا زالت تتربع على المنابر لتحقيق أهداف سياسية.
العالم كله يعلم أن العمامة التي تُرتدى لأغراض دينية يجب أن تكون بعيدة عن السياسة وعن التحريض على العنف ولكن في الواقع ان كل من تربع على المنبر الديني وآثار أمور سياسية وحرض الناس على التخريب يمثل فقط أجندة دول أخرى.
العمائم الزائفة التي ظهرت منذ عام 1979 لم تحمل سوى الخداع والكذب، واستهدفت الناس البسطاء الذين غرر بهم.
كما استهدفت هؤلاء الذين يقبلون بالخيانة والدعم الإيراني. لذا، فمن الطبيعي أن يرى الشعب البحريني في هؤلاء خونة للوطن.
في النهاية، لا نرى في أي دولة أخرى، حتى في إيران نفسها، أن شعبها يمجد زعيم دولة أخرى كما يحدث هنا.
لكن ما يطمئننا هو ثقتنا بمؤسساتنا الوطنية المعنية بحفظ الأمن. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل هذه الحرب الحالية يمكن أن تؤدي إلى سقوط أقنعة أخرى في البحرين وسقوط العمائم الزائفة.
الكاتبة: عهدية أحمد السيد / الرئيس السابق جمعية الصحفيين البحرينية - مملكة البحرين
@ahdeyaahmed