الكاتب : النهار
التاريخ: ١٢:٢٣ م-٠٥ اكتوبر-٢٠٢٤       16830

بقلم - غازي العوني

ربما يكون هذا اليوم ذكرى تنادي الضمير الأنساني من أجل أن يستفيق من مشروع يعادي الإنسانية تحت جنح الظلام من فكر يضطهد الضمير الذي يدافع عن الحقيقة حين تنظر العيون إلى ذلك المشروع الذي قاد العالم إلى حروب عالمية وصراعات لا تتوقف جعلت الإنسانية مجرد هياكل بشرية تفتقد إلى العقول والضمائر والقلوب بسبب فيروس العنصرية الذي تسبب في تدمير الضمائر وإزهاق الحكمة واستهداف القلوب التي تقاوم من أجل البقاء على قيد الحياة تلك الحياة التي تحمل الخير للآخرين والذي نجده في قلب كل أنسان من ذلك العالم ماعدا تلك القلوب التي أصبحت رهينة العنصرية في معاداة صريحة للأنسانية أنهُ ذلك المشروع الذي يحمل التطرف العالمي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء من أحزاب نازية تتغلب حين تضطهد كل القيم والمبادئ وحين تصبح الدماء البشرية رخيصة جداً والحدود مجرد معاهدات ومواثيق لا تحمل قيمة أو مبدأ عند هؤلاء في ظل نظام عالمي هرب من سطوة الأحزاب النازية في ذلك القرن حين قرر قيام العالم منظمة أممية من أجل الأمن والسلام بعد معاناة مريرة من القتل والتدمير ولكن بقايا فكر النازيين تطارد كل أمل منشود في عالم يتجدد نحو إنقاذ الإنسانية من تجارب مريرة كانت دروس من الماضي ولكنها عادت إلى الحاضر ممن لم يستفيدون من النتائج السابقة تحت شعارات عنصرية تنتهك

كل العهود والمواثيق الدولية أمام مشهد عالمي لم يعد خافي ومشروع متطرف يستهدف القضاء على كل ضمير أنسان واعادة مشروع الحزب النازي إلى القرن الواحد العشرين من جهة إلى أخرى والمتضرر بالتأكيد سيكون المجتمع الإنساني بأكمله حين يستهدف الضمير الأنساني الذي يقاوم تلك الجرائم المتطرفة على كل جنس بشري من هذا العالم فلعل بعد مضي عام من تلك الأحداث المؤلمة في تاريخ الأنسانية أن نستعيد تلك الضمائر قبل فوات الأوان والمزيد من كوارث لا يحمد عقباها للجميع فمن يقاتل من أجل الحرب وأظطهاد الأخر لن ينتصر بل سينتصر من يحارب لأجل أحلال السلام وإكرام الإنسانية فمن السنن الكونية

أن كل محارب من أجل الحرب واضطهاد الإنسانية سينال مصير السابقين الذين كتب عنهم التاريخ الإنساني أسوأ مصير فنحن أمام أن ينقذ الأنسان بعضه الأخر من الهلاك أو يعيش بعضنا المتبقي بلا هوية إنسان في عالم يخلو من الحياة.