الكاتب : النهار
التاريخ: ١٢:٥١ م-١٨ سبتمبر-٢٠٢٤       26455

بقلم - أ. هويدا المرشود 

في كل عام، يحتفل الشعب السعودي باليوم الوطني في 23 سبتمبر، وهو يوم يحمل في طياته معاني العزيمة والوفاء، مستحضرًا القيم النبيلة التي أسس عليها الملك عبد العزيز آل سعود المملكة. إن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو فرصة للتأمل في قصص نجاح تجسد التحدي والإبداع، وتظل منارة تلهم الأجيال القادمة.

تعتبر رؤية 2030 واحدة من أبرز تجليات الطموح الوطني، حيث أطلقها الأمير محمد بن سلمان في عام 2016، لتكون خريطة طريق تهدف إلى تحويل المملكة إلى قوة اقتصادية رائدة وتعزيز التنوع الاقتصادي، ومن خلال مشاريعها الضخمة، مثل مشروع نيوم، الذي يسعى إلى بناء مدينة مستقبلية تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا، تعكس الرؤية التزام المملكة بتوفير بيئة حياة مشجعة للأجيال القادمة. يمتد مشروع نيوم على مساحة واسعة تتجاوز 26,500 كيلومتر مربع، ويركز على مجالات الطاقة المتجددة والتنقل الذكي والتقنية الحيوية، مما يجعله نموذجًا يُحتذى به في السعي نحو مستقبل مشرق.

في إطار تعزيز المهارات والمعرفة، تبرز أكاديمية طويق كمشروع رائد يهدف إلى تأهيل الشباب السعودي في مجالات البرمجة والتكنولوجيا الحديثة. من خلال تقديم برامج تدريبية متطورة وورش عمل متخصصة، تسعى الأكاديمية إلى بناء٧ مجتمع قادر على المنافسة في السوق العالمي. إن التركيز على تعزيز المهارات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وتطوير البرمجيات يساهم في تشكيل جيل واعٍ ومبتكر.

ومن بين الشخصيات البارزة التي تجسد هذا النجاح، تبرز الأميرة ريما بنت بندر سفيرة المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأميركية، التي تُعتبر رمزًا للتغيير والريادة. كأول امرأة سعودية تتولى منصب سفيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، تسعى الأميرة إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتقديم صورة إيجابية عن المملكة، مما يُعزز من مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي. إضافة إلى ذلك، فإن دعمها للرياضة النسائية يُلهم الفتيات السعوديات للمشاركة في الأنشطة الرياضية، ويعكس التزامها بتعزيز دور المرأة في المجتمع.

ولا يمكننا أن نغفل دور لبنى العليان، التي تُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في عالم الأعمال. بفضل رؤيتها الاستراتيجية وقدرتها على قيادة الشركات نحو النجاح، تبوأت لبنى منصب الرئيس التنفيذي لشركة العليان المالية، مُحققة إنجازات ملحوظة في مجال الاستثمار. إن قصتها تلهم الأجيال الجديدة من النساء في المملكة للسعي نحو تحقيق أحلامهن، وتؤكد على قدرة المرأة السعودية على التأثير في مختلف المجالات. تتجسد روح الابتكار في العديد من الشركات الناشئة التي أسسها شباب سعوديون، مثل شركة "سوق.كوم"، التي انطلقت كمشروع صغير وأصبحت الآن واحدة من أكبر منصات التجارة الإلكترونية في المنطقة. إن هذا النجاح يعكس قدرة الشباب السعودي على التكيف مع التغيرات السريعة واستغلال الفرص المتاحة، مما يعزز من روح المبادرة والابتكار.

في مجال الفن والثقافة، تبرز الفنانة هالة السديري، التي استطاعت أن تضع بصمتها في عالم الفن التشكيلي. من خلال لوحاتها، تعبر هالة عن الهوية السعودية وتاريخها الغني، مما يسهم في تعزيز الفخر الوطني. إن قصص النجاح في هذا المجال تبرز أهمية الثقافة والفنون في بناء مجتمع متنوع ومزدهر، وتؤكد على دورها في تشكيل الهوية الوطنية.

علاوة على ذلك، يُعتبر مشروع "التحول الوطني" من المشاريع الرائدة التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة. ويركز المشروع على تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة البيئية من خلال عدة ٧فردية، بل هي تجسيد لروح التعاون والعمل الجماعي الذي يجمع السعوديين في كل المجالات. من خلال التعلم من تجارب الآخرين، يمكن للشباب أن يجدوا الإلهام لتحقيق أحلامهم وبناء مستقبل أفضل.

لنحتفي بفخر بهذه القصص ونعتبرها مصدر إلهام للأجيال القادمة، ولنستمر جميعًا في رحلة البناء والتطوير. 

إن اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى لتاريخ مضى، فتاريخنا مجيد، بل هو دعوة مستمرة للعمل والابتكار، وتعزيز الفخر والانتماء لهذا الوطن العظيم. فلنجعل من هذه المناسبة منصة لنطلق طموحاتنا ونؤكد على التزامنا نحو مستقبلٍ مشرق ومزدهر. إن الإرادة القوية التي تميز أبناء المملكة هي ما ستدفعنا إلى تحقيق المزيد من الإنجازات، لذلك علينا العمل معًا كأفراد ومجتمع، لنصنع غدًا أفضل لأجيالنا القادمة، ونستمر في كتابة قصة نجاح وطننا الحبيب.

كل عام ياوطني بخير ونحلم ونحقق في ظل قيادتنا الرشيدة حفظها الله .