

بقلم - الدكتورة دعد الحكمي
و أيُ دعاءٍ و أيُ ابتهالٍ..
و أيُ قيود ..
و بيني وبين الوجودِ قتالٌ .. طويلُ العهود ..
بوقتٍ من الغيثِ .. بين انسكابِ الغيومِ الحيارى ..
و عينينِ أرهقتا السهدَ و الوجدَ
وكالنبضِ رفَت
رفوفَ العذارى ..
و أيُ ابتهال ؟!
و الحلمُ كالسيفِ يقطُع بعضهُ في الغمدْ ..
و صوتي بعيدٌ .. بُعاد الأبدْ
تكادُ المداراتُ أن ترجمهُ خلالَ الثقوبْ ..
سوادَ الثقوب ..
أتعلنُ فوقَ جثمانِ صوتي الحروبَ (حروبْ ) ؟
أيُكتب فوقَ ضريحي (يكادُ وُجد) ؟
أتُحسب إثني وعشرين عاما من الصمت؟
أم الصمتُ يَحسُب عقدا وعقدا وعامينِ فوقَ جبينِ السهر؟
و صوتي أنا .. يقيم في القبو محرابهُ ..
يصلي الضحى بعد بزوغِ القمر !
يلومُ الجذورَ ..
يلومُ الشجرْ ..
حتى الورودَ .. كفت مقلتيها عن الخيرِ والتثمتْ باب قبوي ..
أتجرؤ تلك الورود ؟
أن تقفل الباب خلف صوتي ..
ويبدو كأني .. أخبيء في القبو أعيادي الصغار ..؟
و أبدو كأني .. سكنت بصمتيَ .. بعد حدود المدار ؟
كأني من الكون لم أقتسم قسمتي .. ولم أحمد الله على فرحتي ..
وترجم روحي بعيدا .. مداراتكم ..
بثقبٍ من الصمت أُمضي المساء .. ؟
و أرشفُ بين النجومِ شايَ الصباح ..؟
و اغمضُ عيني أكاد أراكم ..
خلف باب القبو .. تزحمون الهواء .!
و تنهون ما بدأتم به من شديد الرياء !
و أمسكُ في يدي قلبي .. ماله لا يأنً ؟
أكان الحنينُ يرويه الأسى في الدماء ؟
و أين دمائي .. ؟!
ما بالها ..
لا تراقصُ قلبي في هذا المساء ..؟
أجفَت دمائي ؟
و كنت من( اللاشيءِ) أشرب مائي ؟
و(لا شيءَ ) يجري بمجرى عروقي ؟ ..
غريبٌ أنا ..
ولدتني الظنونْ .. ولدتْ و متُ بنفس المكان ..
ظلامٌ .. ولا شيء غير الظلام ..
بحمقٍ ركضت .. خلف الكلام ..
خلف صوتي الضعيف ..
و ألقى بي في جفاف عروقي ..
سأحمل شوقي إليه ..
و بعض السديمِ و بعض الشفقْ ..
لعلي ألاقيهِ .. ما الموتُ ؟ سوى قطعةٌ من ورق ؟
لعليَ أحيا ..
و أمحوَ ما كتبوهُ فوق ضريحي ..
و أكتبَ (فانيةٌ للأبد) ..
2010

