الكاتب : النهار
التاريخ: ١٢:١٠ م-٢٤ يوليو-٢٠٢٤       21835

بقلم - الدكتورة دعد الحكمي 

و أيُ دعاءٍ و أيُ ابتهالٍ.. 

و أيُ قيود ..

 و بيني وبين الوجودِ قتالٌ .. طويلُ العهود .. 

بوقتٍ من الغيثِ .. بين انسكابِ الغيومِ الحيارى .. 

و عينينِ أرهقتا السهدَ و الوجدَ 

وكالنبضِ رفَت 

رفوفَ العذارى .. 

و أيُ ابتهال ؟! 

و الحلمُ كالسيفِ يقطُع بعضهُ في الغمدْ .. 

و صوتي بعيدٌ .. بُعاد الأبدْ

تكادُ المداراتُ أن ترجمهُ خلالَ الثقوبْ ..

 سوادَ الثقوب  .. 

 

أتعلنُ فوقَ جثمانِ صوتي الحروبَ (حروبْ ) ؟ 

أيُكتب فوقَ ضريحي (يكادُ وُجد) ؟ 

أتُحسب إثني وعشرين عاما من الصمت؟ 

أم الصمتُ يَحسُب عقدا وعقدا وعامينِ فوقَ جبينِ السهر؟ 

 

و صوتي أنا .. يقيم في القبو محرابهُ .. 

يصلي الضحى بعد بزوغِ القمر ! 

يلومُ الجذورَ .. 

يلومُ الشجرْ .. 

حتى الورودَ .. كفت مقلتيها عن الخيرِ والتثمتْ باب قبوي .. 

أتجرؤ تلك الورود ؟ 

أن تقفل الباب خلف صوتي .. 

ويبدو كأني .. أخبيء في القبو أعيادي الصغار ..؟ 

و أبدو كأني .. سكنت بصمتيَ .. بعد حدود المدار ؟ 

 

كأني من الكون لم أقتسم قسمتي .. ولم أحمد الله على فرحتي .. 

وترجم روحي بعيدا .. مداراتكم .. 

بثقبٍ من الصمت أُمضي المساء .. ؟

 و أرشفُ بين النجومِ شايَ الصباح ..؟ 

و اغمضُ عيني أكاد أراكم .. 

خلف باب القبو .. تزحمون الهواء .!

و تنهون ما بدأتم به من شديد الرياء ! 

 

و أمسكُ في يدي قلبي .. ماله لا يأنً ؟ 

أكان الحنينُ يرويه الأسى في الدماء ؟ 

و أين دمائي .. ؟! 

ما بالها .. 

لا تراقصُ قلبي في هذا المساء ..؟ 

 

أجفَت دمائي ؟ 

و كنت من( اللاشيءِ) أشرب مائي ؟ 

و(لا شيءَ ) يجري بمجرى عروقي ؟ .. 

 

غريبٌ أنا .. 

ولدتني الظنونْ .. ولدتْ و متُ بنفس المكان ..

ظلامٌ .. ولا شيء غير الظلام ..  

بحمقٍ ركضت .. خلف الكلام ..

خلف صوتي الضعيف .. 

و ألقى بي في جفاف عروقي .. 

 

سأحمل شوقي إليه .. 

و بعض السديمِ و بعض الشفقْ .. 

لعلي ألاقيهِ .. ما الموتُ ؟ سوى قطعةٌ من ورق ؟ 

لعليَ أحيا .. 

و أمحوَ ما كتبوهُ فوق ضريحي .. 

و أكتبَ (فانيةٌ للأبد) .. 

 2010