الكاتب : النهار
التاريخ: ١١:٤٣ ص-١٥ يوليو-٢٠٢٤       26950

بقلم - الشاعرة عفاف الحربي

وحين افترقنا...

تهدمَ حِصنٌ

ودُكّتْ قصور

ونادتْ خَرائبُ

أنقاضِ بابل

يبابٌ

يباب..

سمِعتُ صياحَ (البَسُوس)

عليها سَراب

بَكيتُ بكلِّ عيونِ النساء

ذرفتُ دماءً

ودمعًا

وماء..

غسلتُ العيونَ..

وناديتُ كلَّ الغواني

لخنساءِ عَصرٍ

تنوحُ وتشدو

هلمُّوا إليَّ

ردّدنَ حرفي..

فقد بُحّ صوتِي

وجفّتْ دموعِي

وشاختْ نواصيَ شَعرِي..

وشِعرِي الرقيق..

باعُوه قَسرًا

بسوقِ النِّخَاسة

وصرتُ ضريرة

اشتمُّ ريحًا

وروحًا بعيدة

فهل من قَميصٍ ؟!

يردُّ عليَّ الحياةَ السعيدة!

ويروي سنيني العِجاف!؟

لأرتُقَ قلبي

وشِسْع نِعالٍ

تَداعَى لطولِ المسِير …

فأُزهرُ "سُنبلةً" في أيار..

كتِبْرٍ فَتيتٍ

ترفُّ شموخًا..

تُحاكِي عَنـان السماء

ولا ضَيرَ إن طحنُوها دقيـقًا

فتأكلُ منها البُطونُ الجِـيـاع

ولا ضيرَ إن أبعدتْها الرياح

لئـلاّ تـكونَ كـسـقــطِ المتاع