جيلان النهاري

١١:١١ ص-٢٠ مايو-٢٠٢٤

الكاتب : جيلان النهاري
التاريخ: ١١:١١ ص-٢٠ مايو-٢٠٢٤       25520

بقلم - جيلان النهاري 

في العقد الماضي من هذا القرن 21 حيكت الخطط والدسائس والمؤامرات على  منطقة الشرق الأوسط  لأجل السيطرة على مقدراته وثرواته البشرية والمالية وخزائنه الثمينة من معادن وطاقة وأراضي خصبة واسعة تحظى بالثروات الزراعية والحيوانية، وبيئة متنوعة لم تلقى الإهتمام والعناية نتيجة ضعف إدارة مقصودة من المستعمر الغربي الذي سعى منذ قرن إلى إضعاف شعوب هذه الدول وعمد هذا المستعمر إلى تقسيم الأرض العربية إلى دول مختلفة في العرق والإثنية والطائفية، ومتخلفة في التقدم العلمي والاقتصادي والصناعي، وقد كان للمستعمر الغربي ما أراد قرنا كاملا في القرن 20 إلى أن دخل القرن 21 وبدأ العديد من هذه الدول في التعافي من سطوة المستعمر الغربي فاستشعر هذا المستعمر خطر قيام النهضة العربية في كل دولة تمكن بعض حكامها من تلمس مكامن إمكانياتهم وقدرتهم في إدارة بلدانهم وإخراجها من السيطرة الغربية عليهم اقتصاديا وفكريا.

عمد المستمر الغربي إلى بناء عملاء في كل دولة كانت تخضع لهم قبل استقلالها وإستقبال خونة اوطانهم، وتمكينهم في العبث بأمن بلادهم بلا وعي لمعنى الوطنية وتفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية ورفاهية أوطانهم، والبعد عن الوقوف بجانب حكامهم للوصول إلى الرقي الذي يستحقونه في بلادهم إقتصاديا وأمنيا ومعيشيا.

كان العمل الهدام لتلك الدول يتلخص في فصيل متنوع الاتجاهات والتوجه أستطيع تسميته بالطابور الخامس العميل للمستعمر الغربي، مستغلا التطور التكنولوجي في الميديا ووسائل التواصل الإجتماعي في تغذية الأمم العربية بالأفكار السامة بدء من إظهار السلبيات الإدارية البسيطة الصغيرة التي لا تذكر والتي تكاد تكون موجودة في كل دولة في العالم على أنها سلبيات كبيرة ضارة ومؤذية للأوطان العربية ومسببة للفقر والتأخر الاقتصادي والعمراني، كما أنه كان أحد هذه الأدوار للطابور الخامس هو تسربهم وتغلغلهم في مفاصل كل دولة حتى بلغوا أن يكونوا من المسؤولين الكبار في الوقوف بوجه كل رغبة إيجابية لقيادات ورؤوس هرم كل دولة في تحقيق تقدم دولهم، فبثوا الفساد كأحد عوامل الهدم الرئيسية، فكان لهم ذلك في العقد الثاني من القرن 21 حتى وصلت بعض الدول إلى ماوصلت إليه اليوم من حروب أهلية ومن إختلاف أمني وإقتصادي لها، هدم مقدرات وعمران تلك الدول، وتناثر شعوبها في أقطار الأرض بين لاجيء وبين مشرد فاقد قيمة الأمان الذي كان يحظى به في وطنه.

الشعوب الحرة والتي لم يكن للمستعمر الغربي أي موقع مليمتر في أراضيها، الشعوب الحرة التي آمنت في حكوماتها، ووقفت بجانب حكامها سدا منيعا ضد أي فكر ضال بوعي وبحس وطني عال استطاعت أن تحافظ على أمنها من أي إختراق للطابور الخامس وكشفت مخططاتهم، وكشفت رؤوسهم وإبعادهم عن تحقيق أهدافهم الهادمة لبلدانهم، مما تمكنت في إحباط كل خطط المستعمر الغربي.

لم يكن ذلك كافيا لولا أن قامت الدول الحرة الواعية حكوماتها وشعوبها في محاربة مواطن الفساد بحزم، والعمل الجاد في استغلال إمكانياتهم الوطنية في تحصين بلدانهم إقتصاديا وأمنيا وعسكريا وصناعيا وإعادة التعامل مع كل الأحداث بحصافة سياسية حازمة منشودة ومشهودة.

تمكنت المملكة العربية السعودية من مساعدة العديد من أشقاءها في الدول العربية من تجاوز هذا الخطر بفعل تحصنها بقيادة حكيمة واعية، وبشعب مثقف فاهم ومتابع للأوضاع التي تدور حولهم وتيقنهم أن اللحمة الوطنية هي الحصن المنيع أمام أي جيوش كانت عسكرية أو فكرية غازية تفكر في النيل من هذا الوطن، وإيمانهم الكامل أن أمنهم أيضا يكمن في أمن وأمان من حولهم من الدول المجاورة، فعملت الحكومة السعودية، وكل مواطن شريف فيها يعمل في قطاعاتها العامة والعسكرية والخاصة على أن يبقي حِسَّه الوطني يقظا يرصد كل صغيرة كبيرة حوله في عمله وتعاملاته مع من حوله، والوقوف أمام كل توجهات سلبية قد تضر النهضة القائمة اليوم في البلاد وتؤدي إلى تأخير سير هذه النهضة أو وضع العراقيل لها.

حاربت القيادة الحكيمة في البلاد الفساد وكشفت العناصر القيادية للطابور الخامس وتحاكمها قانونا، وتتابع خلاياهم النائمة بكل يقظة مستعينة بالله ومن ثم بإيمانها بشعبها الوفي الأمين.

هنا يتوجب علينا كمواطنين الحفاظ على حِسِّنا الوطني يقظا غير غافلين عن أنه هناك خلايا نائمة متلونة علينا تلمسهم، وعلينا أن نكون قريبين من أجهزتنا الأمنية في التبليغ عن أي مشهد نراه غير مطمئن، وترك باقي الإجراءات لهذه الجهات الأمنية للقيام بدورها من التحقق وأخذ مايرونه مناسبا، علما وأن نظام حماية الشهود والمبلغين مكفول للجميع.